رمضان جريدي العنزي
التواضع صفة الرجل النبيل، يزينه ويجمله ويصونه، والتواضع من الخصال التي يحبها الله في عبده، والتواضع ليس ضعفاً ولا عيباً ولا مذلة ولا مهانة، بل سمة شرف، وقيمة عالية، وخصلة ثمينة، وخلق رفيع، والطريق المعبد إلى قلوب الآخرين والاستقرار بها، ولا يتواضع إلا كبير، ولا يتكبر إلا حقير، والتواضع عكس التكبر وهو التعالي والاستطالة والترفع عن الناس واعتقاد الأفضلية عليهم، وازدراؤهم والانتقاص منهم.. يرفض النقد الهادف البناء، ويرى نفسه دائماً هو العارف الفاهم الخبير اللبيب، وأن لا أحد يضاهيه في كل شيء، ينفخ في نفسه ويعتقد بأنه المبدع وصاحب الهيبة والحضور، يمشي على الأرض وكأنه طاووس، ويسلم على الناس بأطراف أصابعه، ويصطنع لهم ابتسامة صفراء، لا يسمع إلا صوته، ولا يتجمل إلا بكبريائه ليخفي هشاشة وهنه. التكبر صفة إبليس، وسبب الهلاك المميت، والخسران المبين، وعلى المتكبر أن يعي أنه مهما تكبر وعلا وتمدد فإنه سيخرج من الدنيا كما جاء إليها عارياً كيوم ولدته أمه، لا يملك من حطامها شيئاً، وسوف ينبئه الله تعالى بنتيجة كبريائه، وحصاد عمله، وفي الأخير سيفوز ويفلح في الدنيا والآخرة المتواضع النبيل، وسيخسر ويندم المتكبر الحقير.
قال الشاعر الكبير عبد الله بن عون:
الا يابعد ناس تكبر على ويش
لا شافت الناصي تلوت خششها
لو يملكون أرقام الأموال حتى أيش
در الحماره دوب يكفي جحشها
وروس الظبا ماذكر فيها عراميش
لو هي على الزيلة كبار اشوشها