سليمان الجعيلان
(لا أقول إلا أنكم بيضتوا وجوهنا كسعوديين وأنكم حضرتوا إلى الولايات المتحدة من أجل المنافسة مع أفضل فرق العالم والفخر الذي أحس به هو فخر الدولة كاملة وتشجعكم قبل أن تصلوا إلى هنا.. كلنا سعوديون ونشجعكم والله يوفقكم..) بهذه الكلمات المختصرة والمعبرة وبهذه العبارات الواثقة والمحفزة خاطبت وحفزت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز لاعبي الهلال خلال زيارتها مقر سكن البعثة الهلالية في العاصمة الأمريكية واشنطن قبل انتقال بعثة الهلال إلى مدينة ميامي الأمريكية للبدء في مشواره الأول والصعب أمام فريق ريال مدريد ضمن بطولة كأس العالم للأندية، والتي استطاع الهلال بما يمتلكه من أدوات محدودة وامكانيات معدودة قبل وأثناء البطولة أن يقدم مستويات رائعة ونتائج مذهلة وأن يقارع ويصارع أقوى الأندية الأوروبية، بل وأن ينتصر ويقصي أحد كبارها من دور الـ16 وهو فريق مانشستر سيتي وأن يفرض اسمه وبقوة في الأوساط الرياضية والإعلامية العالمية، وفي أروقة الاجتماعات واللقاءات السياسية الإقليمية والدولية، وأن يكون حديث العالم نظير ما قدمه الهلال من مستويات ملفتة ونتائج مشرفة هو ما دفع الكثير من المسؤولين والإعلاميين إلى الإشادة وتقديم (بالأقوال) الشكر للهلال وللاعبيه على ما قدموه من تضحيات، والتغلب على التحديات القوية والإصابات والغيابات المؤثرة لتقديم صورة مشرفة عن مشروع رياضة كرة القدم السعودية أمام أنظار العالم في بطولة العالم للأندية، ولكن عندما جاء الاختبار الحقيقي في شكر الهلال ولاعبيه ( بالأفعال ) انقلب بعضهم على أرائه ومبادئه لمجرد أن إدارة الهلال قدمت اعتذارا عن المشاركة في كأس السوبر السعودي بسبب ما تعرض له الهلال ولاعبيه في بطولة العالم للأندية!.
وهذا، وإن كان غير مستغرب من بعض المشجعين والإعلاميين وأعني هنا الانقلاب على الآراء والمبادئ بحكم أن هؤلاء المشجعين والإعلاميين دائماً ما يحكمهم ويتحكم بهم التعصب وألوان الأندية في التعامل مع قضايا الهلال، ولكن المستهجن هو هذا التغير في الآراء من بعض المسؤولين وأعني هنا بعض مسيري ومسؤولي الاتحاد السعودي في الإصرار على مشاركة الهلال وعدم تقدير ما تعرض له الهلال ولاعبوه من إصابات وإرهاق أثر عليهم أثناء بطولة العالم للأندية، وبكل تأكيد سيكون له الأثر الأكبر عليهم لو شارك الهلال في بطولة السوبر دون أخذ حقهم وحاجتهم من الراحة كباقي اللاعبين في بقية الأندية، ولا أتخيل أن مسيري ومسؤولي الاتحاد السعودي قد تكهنوا وتوهموا أن الهلال سوف يخرج من دور المجموعات، ولهذا حددوا مواعيد وأماكن كأس السوبر وأيضاً لا أتصور أن مسيري ومسؤولي الاتحاد السعودي يريدون أو يتمنون أن يتضرر الهلال ولاعبوه بعد أن وصلوا ولعبوا في دور الـ8 في كأس العالم للأندية لمجرد الإصرار على إقامة كأس السوبر في توقيته ومكانه، والإلحاح لمشاركة الهلال في الترويج للفعاليات المصاحبة له!.
وعلى كل حال، عقب انتهاء مشاركة الهلال في بطولة أندية العالم للأندية في أمريكا كتب وعلق سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على حسابه في منصة X بهذه التغريدة (مشاركة متميزة وظهور مشرّف لممثل الوطن فريق الهلال في منافسات كأس العالم للأندية شكرًا للاعبين والجهاز الفني والإداري على الأداء الرائع وكل الأمنيات دائماً للفرق السعودية بتقديم مستويات مميزة في المحافل العالمية لتأكيد تطور كرة القدم في وطننا الغالي)..
انتهت تغريدة سمو وزير الرياضة التي كلها إشادة وشكر للهلال ولاعبيه على ما كتبوه وسطروه في بطولة العالم للأندية وأنهم كانوا خير سفراء لإيصال رسالة مدى تطور وتقدم رياضة كرة القدم السعودية، وأن هذه الإشادة والثناء امتداد لكلمات وعبارات سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز في ثقة القيادة السياسية والرياضية بقدرة وتفوق الهلال ولاعبيه في نشر وانتشار مشروع الرياضة السعودية أمام أنظار العالم، ولذلك على الاتحاد السعودي أن يضع كلمات سمو السفيرة وتغريدات سمو وزير الرياضة في أجندته في التعامل مع اعتذار الهلال عن المشاركة في كأس السوبر وألا ينساق أو ينقاد خلف الأطرحات السخيفة والمزايدات الرخيصة بأن اعتذار الهلال هو ضد مشروع الرياضة السعودية لأن ليس من اللائق ان يكون الهلال وابن الوطن البار ضحية تأليب وتحريض المتعصبين والمتأزمين إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها!.