د.عبدالعزيز الجار الله
الدرعية لها خصائص طبيعية: جيولوجية وطبوغرافية. تجعلها أكثر ملاءمة للمشاريع الثقافية والسياحية، بالإضافة إلى أرثها السياسي التاريخي كونها أول عاصمة للدولة السعودية 1727م، ولها جذور تاريخية في سجل التوطين تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، وكان لقبيلة بني حنيفة الدور الأساس في استمرار التوطين في فترة ما قبل الإسلام وحتى هذا الزمن الحديث والمعاصر.
ضمن هذه المعطيات الطبيعية والتاريخية ومشروعات الثقافة والسياحة، واهتمام رؤية السعودية 2030 بالعاصمة الأولى الدرعية كإرث، ورمزية للدولة، كذلك لاعتبارات تخص مشروعات الرؤية الـ(5) الكبرى فقد وقّعت شركة الدرعية اتفاقية في 16 يوليو 2025، عقد إنشاءات بقيمة 5.75 مليارات ريال لفرع شركة الصين لهندسة الموانئ، لتطوير مشروع أرينا الدرعية، الذي يتضمّن: مبنى أرينا الدرعية، وثلاثة مبانٍ مكتبية متعددة الاستخدامات، ومواقف للسيارات، لتعزيز أهداف الدرعية لجعلها وجهةً ثقافيةً وسياحيةً عالمية.
وسوف تكون عمارة المشروع منسجمة ومتوافقة مع نمط العمارة التقليدية النجدية، ومتداخلة مع أنماط العمارة في الدرعية القديمة التاريخية والحالية، وهذه سياسة معمارية اتخذتها معظم مشاريع الدرعية هي : المحافظة على الأنماط التاريخية في مواد حديثة قريبة من بيئة الدرعية من متكون جبال طويق (منكشف السطح)، والبنية التحتية الجيولوجية للدرعية .
إذن هناك مزج ما بين جبال طويق وأشكال صدوع وادي حنيفة، وسهل الرياض، مزجت هذه الأفكار في بناء أرينا الدرعية ومباني مشروع الدرعية إجمالا لتكون وحدة متكاملة للحفاظ على عناصر ووحدات العمارة النجدية التقليدية لوسط المملكة التي تمثله بيئة هضبة نجد، من أجل أن تحقق مزيجًا متناغمًا بين التراث والابتكار في أدوات وتخطيط المباني وهيكلية إنشاءات المشروعات الحديثة ذات الابتكارات والإبداع الهندسي التي تحاكي روح وعبق جذور الدرعية.
المزيد من تفاصيل أرينا الدرعية كما جاءت في بيانات المشروع هي على النحو التالي:
- يُغطّي مشروع أرينا الدرعية مساحةً أرضيةً إجماليةً تبلغ نحو 74,000 متر مربع، صُمّمت لتكون منشأة متعددة الاستخدامات، تستضيف من خلالها فعاليات متنوعة، تشمل الاحتفالات، والمنافسات الرياضية، ومسابقات الرياضات الإلكترونية، والمعارض المختلفة، وذلك بسعة تبلغ 20,000 متفرج، لجذب الزوار والسياح من داخل وخارج المملكة.
- قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري إنزيريلو: «ستكون أرينا الدرعية بمثابة معلمٍ ثقافيٍ مميز، يُسهم في تشكيل مستقبل الفنون والثقافة في المملكة، كما ستُمثّل مركزًا لاستقطاب أكبر الأحداث العالمية والزوّار لمشاهدة الفعاليات الرياضية والفنية والترفيهية.
ويُعد هذا العقد ضمن سلسلة المشروعات الكبرى التي أعلنت عنها شركة الدرعية منذ بداية عام 2025م، حيث تواصل الشركة تسريع وتيرة تطوير مشروعاتها وتحقيق إنجازاتٍ متتالية، وسيصبح مشروع أرينا الدرعية واحدًا من الأصول الثقافية والترفيهية التي ستحتضنها الدرعية، مثل:
- دار الأوبرا الملكية.
- والمتاحف التسعة.
- والأكاديميات، التي تتميّز بتصاميمها الفريدة المُستلهمة من العمارة النجدية الأصيلة.