د.نايف الحمد
بعد أن قدَّم الهلال اعتذاره عن المشاركة في بطولة السوبر التي ستُقام في هونغ كونغ، تعالت الأصوات - بشكل مفاجئ وغريب - في الوسط الرياضي، منددةً ومستنكرةً هذا الاعتذار، والغريب أن هذه الأصوات لم تأتِ من أنصار الهلال، بل من منافسيه!
وهنا يجب أن نتوقف طويلًا لتفسير مثل هذه الظاهرة المحيّرة في وسط بات يستوعب كل الغرائب التي قد تخطر على البال. فهذه الغرائب قد تراها من مشجعين أو إعلاميين، بل وحتى من بعض الأندية والمؤسسات الرياضية.
وفي السياقات الطبيعية، يحق لأي نادٍ أن يتخذ ما يراه مناسبًا لمصلحته، بعد دراسة الجوانب الإيجابية والسلبية لأي قرار يتخذه. وهذا أمرٌ بديهي، ولا يمكن لأي مجلس إدارة أن يعمل خارج هذا الإطار. أما من تحدّث عن تأثير هذا القرار على المشروع السعودي، فذلك مشهد مثير للسخرية لا ينطلي حتى على أقل العارفين بشؤون الكرة السعودية!
والسؤال المطروح لأولئك الذين انبرَوا للدفاع عن مصلحة المشروع السعودي: أين كانوا حين كان الهلال يُجندل أعتى الفرق الأوروبية في أقوى البطولات العالمية؟ لماذا لم نسمع لهم صوتًا آنذاك؟! بل إن بعضهم كان ينتظر سقوط الهلال، فخيّب ظنهم، وقدم أكبر خدمة للمشروع الرياضي، وشكل علامة بارزة لا تزال أصداؤها تتردد في وسائل الإعلام العالمية.
فهل ارتبط نجاح المشروع بتنظيم بطولة سوبر في أقصى الكرة الأرضية، في دولة لا تحظى فيها كرة القدم بشعبية تُذكر؟! وهل هناك وجهٌ للمقارنة بين ما قدمه الزعيم العالمي في المونديال من خدمة للمشروع الرياضي، وبين ما قد تقدمه بطولة لم يمنحها حتى الاتحاد السعودي الاهتمام الكافي؟ ويظهر ذلك جليًا من خلال منظميها، ورعاتها، وتوقيتها.
في الحقيقة، إن الأسئلة في هذا الموضوع لا تنتهي. وسؤالي التالي: لماذا يُصرّ منافسو الهلال على مشاركته؟ وهل هم جادّون في مطلبهم؟ أم أنهم فقط يريدون تشديد العقوبة على الهلال؟! رغم أن أسباب الاعتذار واضحة ومقنعة جدًا. وأرى أنه من الأهمية بمكان إعادة النظر في هذه البطولة، والعمل على تصحيح ما يعتريها من أخطاء موسمية، خاصة فيما يتعلق بمكان إقامتها وتوقيتها.
نقطة آخر السطر
انتهى الموسم الماضي بكل تفاصيله، لكن على الهلاليين ألّا يظنوا أن التحديات قد انتهت بانتهائه. فالنادي ما زال بحاجة إلى وقفة عشّاقه ودعمهم. ومن الواضح أن الأستاذ فهد بن نافل وإدارته يعملون جاهدين لعودة النادي إلى منصات التتويج في البطولات الكبرى التي غاب عنها «الموج الأزرق» في الموسم الماضي. ولن يتحقق ذلك إلا بوضع مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، ودعم رجالات النادي الذين يسعون لإسعاد الجماهير وتحقيق آمالهم.