عبدالعزيز صالح الصالح
حيث إن قدرة الله في خلقه تتجلَّى في كل شيء وفي كل مكان.. فإن كل ما أمكن المختصين من اكتشاف ومعرفة هذه الخصائص في الإنسان فإنها لم تأت هذه الأمور بصورة عفوية أو نتيجة إلهام مفاجئ، بل جاءت نتيجة لسلسلة من الملاحظات والمشاهدات التي تجمعت وتراكمت عبر دراسات علمية ونفسية فهناك مثل يتردد أحياناً على الألسن بين البشر يقول المثال (قل لي من تعاشر أقول لك من أنت) أما علماء الصحة النفسية حالياً يقولون (قل لي كيف تنام، أقول لك من أنت)، فإن الوضعية التي يتخذها جسم المرء في حالة نومه تنبئ عن سلوكه وعن أخلاقه في هذه الحياة وهذا ما أكده أحد علماء النفس الدكتور صموئيل دونكل وهو طبيب نفسي، ورئيس القسم الطبي النفسي في المركز الصحي بنيويورك، لقد أوضح الطبيب صموئيل أن أوضاع النوم التي يتخذها المرء أثناء نومه يمكن أن تكون مؤشراً عن سلوكه وعن أخلاقه مثل أحلامه وخواطره وذكريات طفولته فإن الإنسان عادة ينام كما يعيش.. منذ أن كان عمره سبع سنوات على وضع خاص في طريقة النوم فإنه يحتفظ بهذه الطريقة طيلة حياته فهناك أربعة أوضاع مألوفة عند النائمين تتمثّل في النقاط التالية:
- وضعية الجنين تكون عادة الركبتان مشدودتين إلى الأعلى والرأس منخفضاً إلى الأسفل، والجسم منطوياً تقريباً على نفسه. فإن الأشخاص الذين ينامون بهذه الطريقة في الغالب متقلبون، اتكاليون على غيرهم ويصفهم الدكتور صموئيل بالورد المغلق الذي فاته دور التفتح.
- وضعية نصف جنينية: فهي الوضعية التي يتخذها معظم النائمين الذين يشدون ركبتيهم قليلاً وينامون على الجنب الأيمن أو الأيسر فهم الوحيدون الذين باستطاعتهم أن يستديروا من جنب إلى آخر، دون أن يبدلوا من وضعية نومهم المألوفة إنهم أشخاص سعداء، متزنون معتدلون، وباستطاعتهم، دون صعوبة، التكيّف حسب الظروف المحدقة بهم.
- الوضعية الملكية، أو النوم على الظهر: ويفضلها الأشخاص الواثقون من أنفسهم، والذين يعرفون كل إمكاناتهم ويستخدمونها.
- وضعية النوم على البطن، ممدداً: يفضلها الأشخاص الدقيقون ومحبو النظام والترتيب، والذين لا يقدرون المفاجآت، ويرغبون دوماً في تكييف محيطهم حسب مزاجهم. وهؤلاء، بوضعهم في النوم، يشغلون السرير كاملاً، ومن هنا أيضاً يعلنون عن حبهم للسيطرة في هذه الحياة. وقد خصص الدكتور صموئيل فصلاً كاملاً عن وضعية نوم الزوجين معاً حسب اعتقاده فالزوجان اللذان ينامان على وضعية الجنين النصفي، أي على الجنب. ووجه الواحد تجاه الآخر، فهم غالباً على وفاق تام في حياتهما الزوجية، وأي تبديل مفاجئ في وضعية نومهما مؤشر على اختلاف في العلاقات بين الاثنين في حياتهما العادية. والله الموفّق والمعين.