فهد المطيويع
سبحان الله، كل شيء يتوقف وتزداد الصعوبات حين يكون الهلال طرفًا في المعادلة، بينما تنساب الأمور بسلاسة مدهشة عندما يتعلق الأمر بغيره من أندية الصندوق. مشهد مكرر ومحبط: الهلال الذي طالما أبهر القارة الآسيوية بل والعالم، ما زال يبحث عن لاعبين في سوق الانتقالات، وكأنه نادٍ عادي لا يحظى بدعم أو تيسير! هذا الهلال، الذي لم يخذل الكرة السعودية يومًا، يقف حائرًا أمام واقع لا يمت للمنطق بصلة. الدعم يبرر بعدالة المنافسة حين يحجب عن الهلال، لكنه يفتح على مصراعيه لغيره دون أي مبرر مقنع، وكأن هناك من يحاول تحجيمه وعرقلة خطواته نحو مزيد من الإنجازات. والأدهى من ذلك، أن الجماهير تستنزف نفسيًا بمفاوضات وهمية تحبك بعناية لإشغالها، وإشغال النادي في دائرة لا تنتهي من الأحلام الوردية.
من (ميسي قادم)، إلى (صلاح في الطريق)، ثم أوسيمين على الأبواب، والآن الحديث عن (إيزاك)! كلها قصص خيالية ترمى في فضاء الإعلام وتذوب مع شمس اليوم التالي، بينما الواقع يقول إن الهلال ما زال يبحث عن محترف أجنبي يناسب طموحاته شخصيًا، كنت أظن أن مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية ستغيّر من طريقة التعامل معه، وكنت آمل أن تترجم تلك المشاركة إلى دعم فعلي يعكس ما قدمه من صورة مشرفة للكرة السعودية أو هكذا اعتقدنا. لكن - ويا للأسف - يبدو أن أحلام الهلال دائمًا تجابه بجدار صلب اسمه «المنافسة العادلة الغائبة».
المشكلة ليست فقط في غياب الدعم، بل في وجود عوائق تزرع في طريق الهلال كلما حاول أن يخطو خطوة للأمام. يأتي من يكبح جماحه بذريعة مغطاة بألوان العاطفة والميول.
على النقيض، نجد تسهيلات تقدم على طبق من ذهب لأندية بعينها، وكأن قدر الهلال أن يقاتل وحيدًا، وبأسلحة محدودة، وسط مضمار غير متكافئ. وهنا نتساءل، بكل مرارة: متى يحق للهلال ما يحق لغيره؟.
لا نطلب الكثير، ولا نسعى لامتيازات استثنائية، فقط نريد عدالة. نريد ميدانًا متكافئًا.نريد أن يعامل الهلال كما يعامل غيره، لا أكثر.فهل المطلوب من الهلال أن يطفئ نوره كي لا يحرج الآخرين؟ وهل أصبح الطموح الهلالي جرمًا يعاقب عليه؟
أسئلة معلقة لكن ما نعرفه جيدًا أن الهلال، وإن ضيقت عليه السبل، سيبقى كبيرًا، لأن تاريخه ليس وليد دعم أو هبات، بل نتيجة عرق، وجهد، وبطولات حفرت اسم النادي في ذاكرة الرياضة إلى الأبد.
بصراحة، بعد الإشادات التي سمعناها على جميع المستويات، ومن كل مكان، تفاءلنا خيرًا، وتوقعنا أن تتغير القناعات، وأن تتغير التوجهات ، وأن يعطى الهلال ما يستحقه، عطفًا على ما قدّمه وما زال يقدّمه باسم الوطن. ولكن يبدو أن الهلال بحاجة إلى أكثر من قهر المستحيل، وأكثر من كونه السفير الأول للوطن.
في نهاية السطر
الجماهير الهلالية تشكر إدارة ناديها على موقفها الحازم بعدم المشاركة في بطولة السوبر، بعد أن اتخذت القرار عن قناعة تامة بأن ضرر المشاركة أكبر من نفعها، خاصة بعد أن أثبتت الأيام والأزمات أنه.. لن يقف مع الهلال.. إلا الهلال. وسلامتكم.