د. عيسى محمد العميري
رحمك الله الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبد العزيز، الذي ولد في العام 1990 وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، هذا الأمير الذي عاني من غيبوبة امتدت لسنوات وسنوات طوال جراء حادث سير مروري مأساوي تعرض له الفقيد في العام 2005 أدخله في غيبوبة طويلة لم يستفق منها حتى وفاته، باستثناء تحريك رأسه من الجهة اليمني إلى اليسرى. كان حينها يتلقى تعليمه في الكلية العسكرية، ومنذ تلك اللحظة، أصبح اسمه مقروناً بلقب “الأمير النائم”، كناية عن حالته التي جمعت بين الوجود الجسدي والغياب الواعي. ورغم محاولات العلاج المكثفة، بما في ذلك زيارة فريق طبي دولي لم تسفر تلك المحاولات عن أي تحسن فعلي في حالته. ونقول هنا بأن المعاناة خلال فترة الغيبوبة التي كانت تحت تأثيرها الأمير النائم طوال عشرين عاماَ مضت. ويعلم الله مدى المعاناة التي كان يعانيها رحمه الله.
سطَّرت قصته صبراً ومعاناة أسطورية هزّت مشاعر الملايين تحدثوا عنها، وأسفرت تضامناً معها وشعوراً إنسانياً تجاهها، بين متعاطف معها وآخرين يدعون له بالشفاء. وما أضاف بعداً جديداً للمعاناة في هذه القصة الحزينة رفض والده الأمير خالد بن طلال فكرة رفع الأجهزة الطبية وأصر على إبقاء نجله تحت الرعاية الطبية الكاملة، إيماناً منه بإمكانية الشفاء ولو بعد حين، وقوله مراراً في لقاءات إعلامية إن قرار استمرار الأجهزة الطبية ليس قرارًا طبيًا فقط، بل قرار إيماني وروحاني، وتأكيد على أن “الله الذى أبقى روحه، ولا يمكن نزع الأجهزة عنه، فهذه حياة يؤمن أنها بيد الله وحده”. ولكن الله شاء العلي القدير عدم حدوث هذا الأمر لحكمته جل جلاله. من ناحية أخرى نقول إن هذه القصة هي معاناة كبيرة تعرض لها ذوو الفقيد وتحملوا معاناة لا تقل عن معاناة الأمير حيث كان يتوقع نهايتها طويلاً وسبب الكثير من الألم لهم. ولكن ذوي الفقيد صابرون على قضاء الله وقدره ومؤمنين بهذا إيماناً يقينياً شديداً.
رحم الله الفقيد وغفر الله له. وفي هذا فإننا نقدم تعازينا القلبية الحارة لذوى المتوفى عسى الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله الصبر والسلوان، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي