رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
عبدالعزيز محمد الغفيلي رجل فاضل حمل في داخله قلباً نقيٌ تقي طاهر من الغل والحسد وفحش الكلام أحب الجميع فأحبه الناس فكان ملء السمع والبصر وبادلوه تلك المشاعر.. منذ نعومة أظفاره والكرم نهجه.. مجلسه يسوده الأنس والبهجة والسرور لا تغادره إلا وقد غشاك العود ومِسّكه.. حاتم جديد اسمه عبدالعزيز.
عاش حياته بين بلدة القرارة ومحافظة الرس وكانت بيوته عامرة بالجود والكرم وناره لا تتطفئ، أما “دلاله الزاهبة” فهي حكاية أخرى يجسدها قول الشاعر سعد المطوع: “أول قراهم دلتين وترحيب ترحيبة سهلة بنفس رفيعة”.
عبدالعزيز شخصية عُرف بحب الجَمعة والنفس السمحة فسعادته بتشريف مجلسه ومشاركته زاده وكما يقال (ذبيحته معلقة) وأبوابه مشرعه فتح قلبه للجميع ولسانه يصدح بعبارات الترحيب.. “تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله”. عُرِفَ أبو محمد بقربه من ربه ومناجاته له.. وكثرة خطاه للمساجد.. وصولاً لرحمه.. قريباً من جماعته وعشيرته مواسياً للراحلين وعائداً للمرضى.. صاحب يد ندية للمحتاجين والمساكين.. سكن القلوب وأحبه الجميع والذين عُرِفَ لديهم بأخو (بنا) تلك النخوة التي يعتز بها لأخته العزيزة. عبدالعزيز في سنواته الأخيرة لازمته الأقدار والأمراض، وكان صابراً على أقدار الله شاكراً له دائماً مردداً الحمد لله.. لا يظهر جزعاً.. في غرفة المرض يحاط بالمحبين والعائدين.. وبعد الرحيل بكت عليه العيون وتأججت القلوب بالأسى والحزن ولهجت الألسن بالدعاء.. وداع كبير للفقيد الغالي على قلوب الجميع.
كأنك من كل النفوس مركب
فأنت إلى كل الأنام حبيب
رحل الجسد الطاهر وبقيت الذكرى الحسنة، والصورة الجميلة تمنحنا الدروس والعبر.. رحم الله أبا محمد وأسكنه فسيح جناته وغفر له.. وأحسن عزاء أبنائه وبناته وأهله وجبر مصابهم وعظم أجرهم، والعزاء لأسرة الغفيلي الكريمة في فقيدهم الغالي..
ألهم الله الجميع الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.