خالد بن عبدالرحمن الذييب
ظهرت مجلة الإيكونومست لأول مرة عام 1843م في لندن على يد رجل الأعمال والسياسي الاسكتلندي جيمس ويلسون بسبب نقاشات حول قوانين الحبوب في بريطانيا، والتي كانت تفرض رسوماً جمركية على استيراد الحبوب لحماية المنتجين المحليين. كان الهدف الأساسي هو الترويج للتجارة الحرة، والليبرالية الاقتصادية والتدخل المحدود للحكومة.
في عام 2004م صدر تقرير المدن القابلة للعيش عن وحدة المعلومات الاقتصادية التابعة للمجلة، والمبني على عدة عوامل وهي الاستقرار، والرعاية الصحية، والثقافة والبيئة، والتعليم، وأخيراً البنية التحتية. سيطرت مدن أوروبا وأستراليا وكندا مثل فيينا، وملبورن، وفانكوفر، وغيرها على المراكز الأولى وبالذات في الفترة من عام 2004، إلى عام2010م.
ومنذ عام 2015 وبالنظر إلى المراكز الثلاثة الأولى أو المثلث الذهبي إن جاز التعبير نلاحظ استئثار فيينا بالمركز الأول لخمس مرات منها ثلاث متتالية أعوام 2021- 2022 - 2023 بالإضافة إلى عامي2018 - 2019، وكانت دائماً بالوصافة في السنوات التي لم تحقق فيها المركز الأول باستثناء عام 2021، وهو العام الوحيد الذي خرجت فيه من المثلث الذهبي، بخلاف عام 2020 ، حيث لم يتم إصدار التقرير بسبب جائحة كورونا. أما ملبورن فقد تصدرت المشهد لثلاث مرات متتالية أعوام 2015- 2016 -2017، والوصافة عام 2018 -2019، والثالث أعوام 2023 -2025، وخرجت من المثلث الذهبي أعوام2021 - 2022 - 2024 .
والملاحظات التي تدعو للتأمل أن مدينة مثل فانكوفر حققت المركز الثالث لثلاث أعوام متتالية بداية من عام 2015 ثم خرجت من المثلث الذهبي نهائياً، كما أن عام 2021 وهو عام ما بعد كورونا، شهد وجود ثلاث مدن في المثلث الذهبي لأول مرة منذ عام 2015 باستثناء أوساكا اليابانية، والتي تعتبر الوحيدة من المدن ذات الثقافة الشرقية المختلفة عن المدن الأخرى والتي تعتبر نتاج الثقافة الغربية.
ظهرت كوبنهاجن الدنماركية لأول مرة خلال عشر السنوات الماضية لتحتل المركز الثاني أعوام 2023 - 2024، لتتقدم إلى الصدارة عام 2025م. تميزت أستراليا خلال العشر السنوات الماضية بوجود ثلاث مدن في السباق وهي ملبورن، وأديلايد، وسيدني.
أخيراً ...
غياب مدن شهيرة عن قائمة الأفضل مثل لندن، باريس، نيويورك، على الرغم من بنيتها التحتية المميزة إلا أن ما تعانيه هذه المدن الكبرى من ازدحام مروري وضغط على وسائل النقل العام نتيجة الجذب السكاني كونها مراكز أعمال كبرى قد يكون جانباً سلبياً مع إيجابياته الاقتصادية.
ما بعد أخيراً ...
باستثناء مدينتي ملبورن وسيدني فإن المدن المسيطرة على السباق لا يتجاوز عدد سكانها (3) ملايين نسمة!