محمد الخيبري
في خطوة جريئة ومحسوبة، أعلن نادي الهلال السعودي اعتذاره الرسمي عن المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي المزمع إقامتها في الصين مستنداً على الفقرة (5.6) من العقود الالزامية الواردة في ملاحق لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين الصادرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم.
قرار الهلال، الذي أثار جدلاً واسعاً، لم يكن وليد اللحظة بل هو تتويج لموقف قانوني سليم، من وجهة نظري وتحت غطاء قانوني من الاتحاد الدولي FIFA يعكس حرص النادي على حقوقه وتقديره لمصالحه ومصالح الكرة السعودية بشكل عام عندما أوضح أن قرعة بطولة السوبر السعودي أجريت بعد بداية خوض الهلال منافسات كأس العالم للاندية تحديداً في التاسع عشر من يونيو الماضي.
لطالما كانت الأندية السعودية تُعاني من ضغط الروزنامة وتكدس المباريات، وهو ما يؤثر سلباً على أداء اللاعبين ويعرضهم للإرهاق والإصابات دون وضع حلول جذرية لتلك الروزنامة وتداخل البطولة.
بالاضافة إلى إصرار الاتحاد السعودي على إلزام الاندية بقائمة الـ25 لاعباً وهو النصاب الذي لايحقق الهدف الحقيقي نحو منافسة قوية بل يذهب ضحيتها أغلب الأندية التي تمثلنا خارجياً بدليل العدد الخجول من البطولات الخارجية على مستوى الأندية.
قرار الهلال جاء ليدق ناقوس الخطر، وليؤكد على أن صحة اللاعبين واستعداداتهم وحصولهم على كامل حقوقهم من الاستشفاء والإجازات المطولة والراحة الكافية أهم من أي بطولة ودية أو موسمية لم يراعى العناية في توقيتها بما يتناسب مع جميع الاندية المشاركة وقد تؤثر سلباً على المستويات الفنية لهم لموسم طويل نسبياً.
من الناحية القانونية، فإن قرار الهلال يتسق تماماً مع اللوائح والأنظمة المعمول بها والتي سنها اتحاد القدم خصوصاً الفقرات الالزامية الخاصة بعقود اللاعبين في لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين. فالنادي، ككيان رياضي مستقل، له الحق الكامل في تقدير ظروفه واتخاذ ما يراه مناسباً بما يخدم مصلحته العليا ومصلحة نجومه ولم يتجاهل الهلال التزاماته، بل سعى إلى حماية لاعبيه من ضغط المباريات الذي يمكن أن يعصف بمسيرتهم الفنية ويؤثر على مشاركاتهم في البطولات الأكثر أهمية، مثل دوري أبطال آسيا للنخبة والدوري السعودي للمحترفين وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
يجب أن ننظر إلى هذا الاعتذار كفرصة لإعادة تقييم شاملة لكافة البطولات المحلية وتنظيمها وليس إنسحاب دون مبرر قد يتسبب بخسائر مالية للرياضة السعودية التي حصلت على موافقة إقامة بطولة السوبر السعودي خارج الوطن.
فالسؤال هنا ليس لماذا اعتذر الهلال؟ بل لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ من التوتر وتأليب الرأي العام ضد الهلال ومحاولة أدلجة عقول جماهير الأندية المنافسة لتأكيد نفوذ الهلال الوهمي واستطاعته القفز على أسوار الأنظمة كما يروج له البعض.
تكدس المباريات وتضارب المواعيد لم يعد أمراً يمكن التغاضي عنه وعلى الجهات المنظمة أن تراجع أجندتها وتضع مصلحة الأندية واللاعبين فوق كل اعتبار، وأن تضمن روزنامة تتيح للفرق فرصة للاستعداد والراحة دون ضغوط مفرطة بما يضمن جودة المشاركة بالبطولة السعودية، وهو الأمر الذي يزيد من تميز البطولات السعودية ويزيد نسبة المشاهدة لمبارياتها ويزيد من متابعة نجوم فريقنا السعودية.
إن موقف الهلال ليس تمرداً أو تهرباً، بل هو موقف واعٍ ومسؤول يعكس رؤية إدارية ثاقبة ومسؤولة، والتي بدورها تم اتخاذ قرار الاعتذار بكل هدوء بعد دراسة كاملة.
لقد أثبت الهلال أنه لا يخشى اتخاذ القرارات الصعبة إذا كانت تصب في مصلحته ومصلحة الرياضة السعودية وأن دراسة مثل هذه القرارات قبل إصدارها أمر حتمي يعتبر من مميزات الادارات الهلالية.. هذا الاعتذار هو رسالة واضحة بضرورة احترام الأندية وحقوقها، وبأن الأولوية يجب أن تكون دائماً للحفاظ على جاهزية اللاعبين وتألقهم..
إن اعتذار الهلال عن المشاركة في السوبر السعودي لم يكن مجرد انسحاب، بل هو بيان قوي يؤكد على ضرورة إعادة النظر في كيفية إدارة الكرة السعودية.. هو انتصار للمنطق، وخطوة جريئة نحو تصحيح المسار، تضمن مستقبلاً أفضل للرياضة في المملكة.
قشعريرة
عبر بيان رسمي أعلنت اللجنة العامة لانتخابات الأندية الرياضية عن فتح باب الترشح لرئاسة وعضوية مجالس إدارات المؤسسات غير الربحية لأندية الاتحاد والأهلي والنصر والهلال بدءًا من يوم الأحد القادم 27 يوليو 2025م.
في خطوة هامة نحو تعزيز الحوكمة وتجديد الدماء في الأندية السعودية الكبرى،. يأتي هذا الإعلان في إطار المساعي المستمرة لتطوير المنظومة الرياضية بالمملكة، وضمان شفافية ونزاهة العملية الانتخابية التي ستقود هذه الكيانات الرياضية العريقة. ومن المتوقع أن تشهد هذه الانتخابات تنافسًا قويًا بين الكفاءات الإدارية والرياضية التي تسعى لتقديم رؤاها وبرامجها لقيادة هذه الأندية نحو المزيد من الإنجازات والنجاحات على الصعيدين المحلي والقاري.
تتيح هذه الفرصة للراغبين في خدمة أنديتهم تقديم طلبات ترشيحهم وفقًا للشروط والضوابط التي حددتها اللجنة العامة الانتخابات، والتي تهدف إلى ضمان اختيار الأفضل لتمثيل هذه المؤسسات الرياضية الكبيرة.
تؤكد هذه الخطوة على التزام وزارة الرياضة بتطبيق أعلى معايير الشفافية والإدارة الرشيدة في الأندية، مما يسهم في خلق بيئة رياضية جاذبة ومحفزة للتطور والنمو، ويعكس حرص القيادة الرياضية على تمكين الكفاءات وتحقيق تطلعات الجماهير الرياضية في المملكة.