أحمد حفيص المرحبي
الموسم المنصرم لم يكن جيداً أبداً للهلال محلياً، كان قاسياً على جماهيره الكبيرة ومقلقاً لهم قبيل انطلاقة كأس العالم للأندية في أميركا، ولكن الصمت (الحكيم) الذي أظهرته إدارة نادي الهلال برئاسة الأستاذ فهد بن نافل يجب أن يستفيد منه كل من يرغب في العودة من الباب الكبير! عفواً الباب العالمي قصدّت والذي هلّ منه الهلال في السماء الأميركية ليراه القاصي والداني وبكل فخر واعتزاز حاملاً معه شعار أغلى بلد، هلال المملكة العربية السعودية.
الموسم المنصرم لم يكن الهلال بقيادة العجوز البرتغالي جيسوس بهذا الهلال المخيف أمام الريال والسيتي، وعندما رحل أتى الطلياني إنزاغي بنفس الأسماء ونفس مجموعة اللاعبين تقريباً دون صفقات ودون استعداد يوازي تطلعات الجماهير على الأقل للبطولة العالمية، فماذا حدث؟!
بعث الهلاليون بقيادة قلب الأسد المغربي ياسين بونو والأسطورة سالم الدوسري وبقية النجوم الذين أرهبوا بيريز ونجوم ريال مدريد بعثوا برسالة مفادها : أنا الزعيم لا كذب.
ظن الجميع أو الأغلب من المتابعين أن تعادل الهلال مع ريال مدريد الإسباني محض صدفة ولن يتمكن من التأهل لدور الستة عشر ففعلها الزعماء الكبار وصعدوا إلى الدور التالي، ثم كانت الصدمة بلقاء مانشستر سيتي الإنجليزي وهنا أثبت الهلال للجميع أنه خير من يمثل ويرفع اسم أغلى بلد على وجه المعمورة خصوصاً في العصر الحديث.
انهيار جوارديولا وانفعاله الذي شهد عليه العالم أجمع لم يكن محض صدفة بل كان ردة فعل لمستوى الهلال السعودي الرفيع بقيادة وحنكة إنزاغي في دفة التدريب وكذلك قيادة وتوهج سالم الدوسري داخل الملعب وبقية زملائه، مثل سطوع نجم مالكوم الناري من جديد خصوصاً في مباراة السيتي أثبت من جديد أنه لاعب ذو قيمة وجودة عالية، وكذلك روح ومستوى حمد اليامي ولا أنسى طبعاً علي لاجامي وإنقاذه لهدف محقق، ومن خلفهم الحارس الأمين وقلب الأسد ياسين بونو الذي بعث برسالة على طريقة استفهام بنكهة مغربية وقال: هل أنتم مع المتفائلين؟!
هذا دلالة على كفاءة وجودة وخبرة عالية يمتلكها لاعبو الهلال للتعامل مع مثل هذه المباريات الصعبة، بالمجمل شاهدنا تجربة عالمية وأداء وروحاً عالية لم نشاهدها منذ زمن، وأكاد أجزم بأن الهلال لو لعب بهذا المستوى لن يقف في طريقه أي فريق، والشيء بالشيء يذكر فلقد أحببت أن أمازح محمد الدعيع أسطورة الحراسة الذي ذكر سابقاً بأنه مع هذه المجموعة من اللاعبين لا يخشى أي فريق لا الريال ولا البارشا، فمبارك لك الفوز أبا عبد العزيز وقد أثبتّ صدق مقولتك.
الهلال فرض على الجميع أن يحترمه وأجبرهم على التصفيق والوقوف احتراماً لما يقدمه وهذا مدعاة للفخر.. ناد سعودي عالمي اسمه هلال.
ومضة
كل ما أظهره الهلال يعكس مدى قوة وتطور الأندية السعودية وما تتمتع به من دعم حكومي، دعم قيادتنا الرشيدة جعل اسم المملكة يتردد في أوساط العالم بشكل يومي بل حتى أصبحت السعودية حديث الساعة، وهذا فضل من الله ثم فضل قيادة حكيمة يقودها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -رعاه الله- وسيدي ولي العهد، فاللهم أدم علينا قيادتنا المباركة وأدم علينا نعمك واحفظها من الزوال فبالشكر تدوم النعم يا أحبة.