نورة حمد الشبل
تُعد منطقة القصيم من أبرز المناطق الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، لما تمتلكه من مقومات زراعية وصناعية وتجارية أهلتها لتكون مركزًا حيويًا للنمو والاستثمار؛ فالقصيم تشتهر بإنتاج التمور بأنواعها، والصناعات التحويلية، ومشاريع ريادة الأعمال، كما تحتضن آلاف المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.
وفي قلب هذا الزخم الاقتصادي، برز دور المرأة القصيمية بشكل لافت، إذ أثبتت جدارتها بذكائها ومهاراتها التنظيمية والفنية، وتمكنت من اقتحام سوق العمل بثقة وإبداع.
ومن أبرز المجالات التي أبدعت فيها الفتيات في القصيم هي الأسر المنتجة، إذ بدأن بمشاريع منزلية صغيرة ثم طوّرنها لتصبح علامات تجارية ناجحة تخدم المجتمع وتنافس في الأسواق المحلية والخليجية.
وقد جسدت فتيات القصيم مفهوم «الاقتصاد من البيت»، فأبدعن في صناعة الحلويات والمخبوزات، وتقديم منتجات محلية بطابع عصري، واستخدمن أدوات التسويق الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهن، مع الحفاظ على جودة المنتج وخصوصية الذوق القصيمي الأصيل.
وفي زيارتي الأخيرة للقصيم، تشرفت بكرم ضيافة السيدة أم خالد المشاري والسيدة أم عبدالرحمن الرواف، واللتين كان لهما دور كبير في اطلاعي على تجربة الأسر المنتجة في المنطقة، وتعريفهن لي على بعض النماذج النسائية الملهمة التي تدير مشاريعها بشغف واحترافية.
نقلت لي كل منهما صورًا جميلة عن فتيات يصنعن الحلويات والمعجنات والمنتجات الحرفية بدقة وإتقان، مع استخدام خامات محلية وأساليب حديثة في التعبئة والتغليف، ما يعكس عمق الوعي والطموح لدى المرأة القصيمية، وقدرتها على الدمج بين الحرفية العالية والذوق الرفيع.
ما يميز المرأة في القصيم هو تمسكها بجذورها، مع تطلعها الدائم للمستقبل، إذ تنقل تراثها في منتجاتها، وتعيد تقديمه بروح متجددة، حتى أصبحت مشاريعها ليست فقط مصدر دخل، بل قصة نجاح تروى وتُلهم.
القصيم اليوم، ليست فقط منطقة خصبة بالزراعة، بل أرضٌ تُثمر فيها الطاقات، وتُزهر فيها طموحات النساء اللاتي صنعن الفرق، ورسّخن مفهوم التنمية المستدامة بوعي وثقة واقتدار.