عبدالمحسن بن علي المطلق
وقفتُ على تغريدة مذيّـلة بـ(رحمه الله) عن اللاعب (إبراهيم تحسين .. عبدالعزيز)، ذاك الصخرة التي وقفت ضد الهجمات على منتخبنا الأخضر عقداً من الزمان وقبله.. وبعده نادي الشباب في فترة كان للكرة عندي - وجيلي قاطبة - وقعاً يختلف اليوم ليس للعمر سبب، لكن تغيّر المعطيات وكثرة الملهيات الأخرى أخذت حيّزاً كبيراً من هذا الاهتمام، بل حتى نحن - جيلي - سحب ذلك البساط عن كثير من عالم التشجيع، فقد كان عندها ذاك الـ(إبراهيم) هو صمام أمان، بالمناسبة (خاض مع المنتخب 27 مباراة لم ينل فيها كرتاً أحمر ولا حتى أصفر)، وهذا للعلم ليس إنجازاً فقط، بل يدلّ على أنه لاعب (حرّيـف).
فما أن تجد اسمه بالقائمة إلا ويداخلك اطمئنانٌ كبير، فقد كان بالفعل أهلاً لما يوكل به، كما أن كثيراً من الحراس من خلفه خفف عنهم أعباء نجوم كان بعضهم يجول في (الثمانية عشر) من ملعب المنافس كيفما شاء.. متى كان غائباً.
قبل عقد من الزمن توارى ليس عن المشهد الرياضي بل عن الحياة - ختام سنة 2016 -، فآسف على التأخّـر، إذ لم أعد أُتابع كثيراً، لكنه لم يغب عطاء بل ولا تاريخاً لما ترك من إرث رياضي بخاصة في منطقة (الدفاع)، وهنا أتذكر والحديث يسحب بعضه شبيهه الإمبراطور (فرانز بكنباور) الذي لُقب بالقيصر.. صنع اسمه في مركز قلب الدفاع، فأترحم على المعلّق الرياضي (أكرم صالح).. ذاك الذي تعلقت آذاننا بطريقته، وكيف كان ينقلنا مما نُشاهد - وهو يعلًق - إلى عالم أوسع من الكرة.
فلان انتقل للفريق عام كذا، وكان من قبل بالفريق كذا وأبدع بكيت وربما زاد أنه يسدد ببراعة ربما لأنه حنون بوالدته.. إلخ، تصوروا هذا الأسلوب الذي جعلنا ننتشي بتعليقه.. ونأخذ دروساً، فرحمه الله كم كان ذا أسلوب مميّز وطريقة بارعة بالربط، شيّق بالطرح.
وبمناسبة الأستاذ أكرم -رحمه الله- أذكر لحبيبنا الإعلامي المخضرم (منصور الخضيري) موقفاً معه وكم ذكره بيوم أكرم صالح فدمعت عيناه، إذ قال (كنا مع وفد رياضي من السعودية، وحين دخلنا تلك البلاد.. توقفوا كثيراً عن الموافقة لدخولي، فقال أبو عبدالعزيز قولاً حازماً: (إما ندخل جميعاً أو نعود جميعاً»، فهنا أسقط بأيديهم وأجازوا له أن يصحب الوفد).
مضى ذاك العهد ولذّة والله لكرة القدم كانت بين جنباته، على أني لا أظلم الحاضر فضلاً عن أهل عصره، فلكل زمان دولة ورجال، فرحم الله حبيبنا (أبو تركي.. وخالد ودانة) فقد كان من الزمن الجميل.. أُحدد جمال كرة القدم.