سلمان بن محمد العُمري
لوحظ في العقود الأخيرة عناية مجموعة من المهتمين بالمتاحف والآثار، ومن منطلق محبتهم للموروث الشعبي توظيف ما توفر لديهم خلال سنوات طويلة من جمع أدوات تراثية في فتح متاحف خاصة، وقد كلفتهم ملايين الريالات سواء في قيمة الأدوات التراثية أو في بناء وشراء المكان المخصص لها ومن ثم تجهيزها، وبعد ذلك مستلزمات الصرف على المكان من صيانة وتشغيل ونظافة ورسوم المياه والكهرباء وكل هذه المتاحف قامت بجهود شخصية وفردية وقلة قليلة منها قامت بجهد جماعي.
وقد تيسر لي ولله الحمد زيارة العديد من المتاحف في مختلف مناطق المملكة ورأيت فيها من التراث والعناية والبذل والاهتمام ما يستحق الإشارة أولاً والزيارة ثانياً، وهذه الآثار والتراث تمثل ركيزة أساسية لحفظ تاريخنا الاجتماعي والاقتصادي، وما مر به المجتمع من مراحل مختلفة وتوثق العادات والأدوات التي قد لا نجدها في الكتب والأوراق، وإنما هي وثائق حية وملموسة وتوفر شواهد حية ودقيقة عن الأجواء التي عاشها الآباء والأجداد وتسهم بإذن الله في تعزيز الانتماء من خلال ربط الأجيال الحاضرة بالماضية إلى جانب أنها مصدر مهم لفهم تاريخنا وتراثنا.
والسؤال الذي كنت أطرحه على جميع الإخوة الذين بذلوا من وقتهم وجهدهم وأموالهم في سبيل إنشاء هذه المتاحف عن الدعم الذي تلقوه من أي جهة رسمية في إنشاء هذه المتاحف فقد كانت الإجابة بالنفي من الجميع وربما كان الدعم الوحيد قيام محافظ البلدة بالتصوير عند افتتاح المتحف أو طلب الفزعة من صاحب المتحف حينما يأتي ضيف رسمي أو خاص فيطلبون منه التكرم باستضافة هذا الضيف واستقباله والترحيب به مع ما يلزم ذلك من ترحيب خاص..!
وطالما أن هذه المتاحف التراثية والتاريخية تسهم في توثيق تراثنا وتاريخنا وتفتح أبوابها بلا مقابل لاستقبال الضيوف والزوار، وتسهم بالتعريف لموروثنا ويخدم الذاكرة الوطنية للمجتمع، والترويح والترفيه عن الناس فأتمنى من الجهات المعنية وهي وزارة السياحة، ووزارة الثقافة أن يتم دعم أصحاب هذه المتاحف بميزانيات سنوية تقدر على حجم المتحف ومساحته وما فيه من إمكانات لأنه وللأسف سمعنا عن إغلاق متاحف بعد وفاة أصحابها وعدم استعداد الورثة لاقتناء هذه التحف، وليس لديهم استعداد للصرف والانفاق عليها ويكفيهم معاناة والدهم فيها، وقد تفرقت مواد عدد من المتاحف وربما كان مصير بعضها التلف بعد الإهمال وأصبح مأوها مرمى النفايات، ويجب مساعدة هؤلاء الذين ضحوا بالمال والوقت ودعمهم وتشجيعهم لتبقى هذه المتاحف للأجيال بعد الأجيال، أو تقدر أقيامها ويتم شراؤها ويكون هناك متحف وطني في كل بلدة وتحت مظلة رسمية ويسهم فيه كل من لديه وثيقة بإيداعها في هذا المتحف.