طارق العريدي
في عالم يتغير بوتيرة متسارعة أصبحت الإدارة عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في نجاح المؤسسات، سواء أكانت حكومية أو خاصة، فالإدارة لم تعد مجرد تنظيم للمهام والموارد، بل أصبحت فنًا وعلمًا يتطلب الكفاءة، والمرونة، والقدرة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.
الإدارة الحديثة تعتمد على مفاهيم جديدة، أهمها القيادة التشاركية، وتمكين الموظفين، وتوظيف التكنولوجيا لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية. لم يعد المدير هو المتسلط الذي يصدر الأوامر من مكتبه، بل أصبح قائدًا يعمل مع فريقه، يحفزهم، ويطور مهاراتهم، ويمنحهم الثقة لصنع الفارق.
وتلعب الإدارة الفعّالة دورًا حاسمًا في مواجهة التحديات، مثل الأزمات الاقتصادية، والتحولات التقنية، والمنافسة الشرسة في الأسواق، فمن خلال التخطيط الاستراتيجي، ورسم الأهداف الواضحة، وتوزيع المهام بذكاء، تصبح المؤسسات أكثر قدرة على الاستمرارية والتوسع.
من جانب آخر، لا تكتمل معادلة النجاح الإداري دون التركيز على العنصر البشري، الذي يُعدّ قلب العملية الإدارية، فالموظف المحفَّز والمُقدَّر يُنتج أكثر، ويُبدع أكثر، ويصبح شريكًا حقيقيًا في تحقيق أهداف المؤسسة.
ولعل أبرز مثال على نجاح الإدارة هو ما نشهده اليوم من تطور في بعض الشركات السعودية الرائدة، التي استطاعت أن ترتقي لمصاف العالمية، بفضل اعتمادها على أساليب إدارية حديثة تعتمد على الشفافية والمساءلة والتطوير المستمر. وتبقى الإدارة الجيدة هي العمود الفقري لكل منظومة ناجحة، وهي العامل الحاسم بين الفشل والتفوق، لذا فإن الاستثمار في تطوير المهارات الإدارية، وبناء بيئة عمل صحية، لم يعد خيارًا بل ضرورة لا يمكن التغافل عنها.