سليمان الجعيلان
حقيقة أستغرب هذه الحساسية وهذه المبالغة في نظر وتعامل بعض الهلاليين مع قضية استمرار أو رحيل الرئيس التنفيذي لكرة القدم بنادي الهلال فهد المفرج، الذي للأمانة والإنصاف يحسب له أنه استطاع وعلى مدار (14) عاماً ان يؤسس ويرسخ عملا إداريا واحترافيا داخل أروقة فريق الهلال لكرة القدم يسري على جميع اللاعبين دون محاباة أو محسوبية للاعب دون آخر، وهو ما انعكس على اللاعب الهلالي الكبير قبل الصغير وعلى اللاعب الأجنبي قبل المحلي، وكذلك إنه -أي فهد المفرج- قد تمكن من إدارة ملف التحضير والتجهيز لمعسكرات فريق الهلال الأول طوال هذه السنوات بكل كفاءة وبراعة، وهو ما ساهم في نجاح خطة واجندة معسكرات وتحضيرات الهلال لخوض منافسات ومسابقات المواسم الماضية فضلاً عن تفوق فهد المفرج في الكثير من الملفات الإدارية والفنية بل والاحترافية التي لا يتسع المجال والمقال لسردها، ولكن يعرف أسرارها من كان ومازال يتوارى خلف وجود فهد المفرج!.
والمناسبة في يوم من الأيام كنت في مناظرة ومناقشة إعلامية مع الإعلامي الكبير والقدير عبدالكريم الجاسر حول عمل فهد المفرج وخرجت من تلك المناقشة بل من تلك المحاضرة من عبدالكريم الجاسر بفائدة كبيرة وهي ضرورة تقييم ونقد عمل فهد المفرج وفق مهامه المحدودة ومسؤولياته المعدودة ومن حينها أدركت ان فهد المفرج هو بالفعل شماعة لأخطاء إدارية لا يتحملها فهد المفرج ولكن سكت وصمت عنها وتحمل وزرها من أجل الهلال وربما من يريد استمرار المفرج في منصبه الآن هو لنفس الغاية والهدف وهو تقاسم الأخطاء الإدارية مع فهد المفرج في تحمل فشل المفاوضات وتعثر الصفقات التي بكل تأكيد ليست من مهامه ومسؤولياته!.
وعلى كل حال كما أن فهد المفرج قد أخفق في بعض الموضوعات فأيضاً المفرج قد تفوق في كثير من الملفات، وكذلك إذا كان فهد المفرج مسؤولا عن بعض التعثرات فأيضاً المفرج مشارك في العديد من الإنجازات، ولذلك على الهلاليين أن يتعاملوا مع قضية استمرار أو رحيل فهد المفرج دون إفراط أو تفريط في قراءة مسيرته ومعرفة مسؤولياته خاصة إذا كان من سوف يخلف فهد المفرج هو مدير رياضي أجنبي يرسم الاستراتيجيات الفنية ويتولى ملف التعاقدات الأجنبية دون تأخير أو تأجيل وربما إلغاء الفكرة بحجة ضيق الوقت!.
السطر الأخير
ماذا يعني ان يتداعى بعض النصراويين للمطالبة بالضغط على إدارة الهلال للمشاركة في كأس السوبر السعودي بعدما ان ظهرت في البداية أنباء إعلامية عن اعتذار الهلال عن المشاركة في هذه البطولة؟! هذا يعني قناعة أكثر النصراويين بأهمية اسم وقيمة ومكانة الهلال وان الهلال هو حجر الزاوية لنجاح كأس السوبر وللترويج للفعاليات المصاحبة له من معارض ومتاحف في هونغ كونغ!.
وماذا يعني أن يتزاحم بعض النصراويين للمطالبة بعقوبة الهلال بعد أن تأكد في النهاية اعتذار الهلال عن المشاركة في كأس السوبر السعودي بحجة أن اعتذار إدارة الهلال هو ضد مشروع رياضة كرة القدم السعودية على الرغم من نفس هؤلاء النصراويين كانوا يصفون ما قدمه وسطره الهلال من منافسة وهزيمة أقوى الأندية الأوروبية أمام أنظار العالم في بطولة العالم للأندية بأنه يمثل الهلال وحده؟!
هذا يعني أن هؤلاء ومن يدور في فلكهم من الإعلاميين والمشجعين ينظرون لمشروع رياضة كرة القدم السعودية بمنظارين ويكيلون بمكيالين في التعامل مع المشروع وأهدافه!.
وماذا يعني ان يتدافع بعض النصراويين لإشاعة هروب الهلال من مواجهة النصر في كأس السوبر عقب إصدار إدارة نادي الهلال بيان رسمي فندت وشرحت فيه مسببات وملابسات اعتذار الهلال عن المشاركة في كأس السوبر على الرغم من النصر سوف يواجه الاتحاد في مباراة قبل النهائي التي قد يصل إليها فريق الاتحاد وليس النصر؟!
هذا يعني أن هؤلاء كانوا ومازالوا يمارسون التقليل والتقزيم من الاتحاد، بل ومن بقية الأندية وأنهم يريدون ان يقنعوا الوسط الرياضي والجمهور السعودي بأنهم المنافسون الوحيدون للهلال وكأنهم يجهلون القاعدة الرياضية والحقيقة المؤكدة بأن النصر مهما اقترب واقترن اسمه بالهلال إعلامياً فإن النصر بعيد جداً عن الهلال رقمياً!.. نقطة آخر السطر.