رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
عاش بيننا ليسعدنا وينشر التفاؤل والابتسامة وثقافة التواصل (على أرض الواقع)، له خطوات خيرية يواسي بها مصاباً ويعود مريضاً ويزف البهجة والسرور إلى الكبار.. كم ستفقده غرف المرضى التي يزورها ويُسعد من فيها بلطفه وإحسانه ومشاعره الجياشة إنها زيارات لا تتوقف هناك وحسب.. حتى كبار السن الذين فتحوا أبوابهم لسان حالهم أين ذلك الشهم الذي كان يحرص على زيارتنا وتخفيف معاناتنا.. لقد غاب البدر الذي يشع الفرح والسعادة في منازلنا. رحل محمد ورحل معه الكرم والعطاء والابتسامة الصادقة وتشريف المجالس والديوانيات، فكان يبث الحياة بها بالسؤال والتفاعل الإيجابي والفرحة بأخبار محافظته الرس والتي كانت حاضرة في قلبه ويسعد بكل تطور حضاري فيها.. بل إنه يقدم كل ما يستطيع مشاركاً في بعض مناسباتها.
محمد سيفقده الجميع فكان قريباً من جيرانه وأسرته ومحبيه وأصدقائه مشاركاً مناسباتهم وأفراحهم بل تقديم ما يسعدهم من هدايا ومشاركات اجتماعية ناهيك عن مشاركتهم أتراحهم ومصائبهم فكان رقماً متفاعلاً.. ونحن أبناء عبدالرحمن الرشيد (رحمه الله) كان يعطر منزلنا بالحضور على فترات في ديوانيتنا السبتية ونأنس بحضوره.. الذي سنفقده برحيله رحمه الله. تزاحمت الكلمات التي تحمل الثناء والتقدير للراحل محمد العلولا وجاء التأبين لابن الرس الفقيد الغالي الذي أحبه الجميع ومنحنا دروساً وعبراً في رحلة الحياة.. وأقتطف جزءاً من كلمةٍ لمحافظ الرس سعود العساف الذي لا يألو جهداً في مشاركة الأهالي أفراحهم وأتراحهم، حيث يقول: (اليوم نقف وقفة حزن وأسى نودع فيها رجلاً من أعز الرجال وأطيب النفوس وأكثرها تواضعاً وحباً للخير... إلى أن قال: كان وفياً لأهله مخلصاً لوطنه باراً بجيرانه لا يكل ولا يمل من العطاء)... أما جار الفقيد سليمان العايد أبو عبدالمجيد ورفيق دربه فقد جاءت كلماته بمشاعر الأخوة قائلاً: (الفقيد نثر محبته في جميع أرجاء المحافظة وطبع اسمه في قلوب ساكنيها.. وأضاف أنه مدرسة للتواضع والأدب الجم والتراحم الذي كان طاغياً في شخصيته). مات محمد وووري جثمانه الثرى وسط ألسن تلهج بالدعاء وعيون دمعت ونفوس شيعت وقلوب حزنت.. ودعنا بعد عارض صحي لم يمهله طويلاً وكأن الشاعر يخاطبه بقوله:
لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب
وجارحةٍ وما أبقيت سالي
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له وتجاوز عنه، عزائي لأهله وأسرة العلولا الكريمة بفقيدهم، جبر مصابهم وعظَّم أجرهم وألهمهم الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).