د. محمد عبدالله الخازم
يتجاوز معدل عدد المركبات التي تعبر جسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين 20.000 مركبة يومياً، كما وصل عدد العابرين للجسر في يوم واحد 136 ألف مسافر، وتبلغ رسوم المركبات ما بين 25 و50 ريالاً، إضافة إلى رسوم عن كل طن تحمله الشاحنات دون أن ننسى استثمارات مؤسسة الجسر (المؤسسة التي تدير الجسر) في بعض منشآته كالمطاعم والمقاهي والإعلانات وغيرها، بمعنى آخر هناك إقبال وعوائد كبرى تجنيها مؤسسة جسر السعودية البحرين.
بلغ عمر الجسر 40 عاماً (بدأ عام 1986م) ويزداد الضغط عليه يوماً بعد يوم، ليس ذلك فقط بل إن الحركة التجارية بين البحرين والسعودية أو البحرين ودول الخليج تزداد عاما بعد عام، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والبحرين قرابة 4 مليارات دولار (أكثر من 12 مليار ريال) قابلة للنمو مع زيادة الحركة التجارية والتصنيعية في كلا البلدين.
رغم كل هذا النمو في موارد مؤسسة الجسر ورغم ازياد الحركة سواء التجارية أو حركة العابرين على الجسر، فإن هذا الجسر بقي مشروعاً وحيداً للمؤسسة وخلال أربعين عاماً، لم يحدث به تطوير يذكر سوى أمور الصيانة المعتادة وبعض التحسينات في بوابات الدخول والخروج.
من هنا أكرر السؤال المقترح الذي طرحته عام 2013م، لماذا لم نر مشاريع أخرى في ذات السياق، سواء بإنشاء جسر ثان مواز، عام أو مخصص لفئة من السيارات الخدمات كالشاحنات، أو إنشاء خط قطار مواز للجسر، إلخ؟
الإجابة لدى إدارة المؤسسة ووزارة المالية، ألا يوجد أهداف استثمارية وتطويرية للمؤسسة؟ لماذا لا تكون أهدافها استثمارية، وليس فقط تشغيلية وتدعم بما يكفل لها تطوير مشاريع أخرى، وتحديداً لتنفيذ أهم مشروع نحتاجه الآن لربط السعودية بالبحرين، ألا وهو مشروع ربطهما بسكة قطار بشكل غير قابل للتأجيل. قطار لحمل البضائع، وقطار سريع للركاب، هذه الدعوة يطالب بها الاقتصاديون ورجال الأعمال والشركات منذ سنوات عدة، ويعتقد أنها في حال إقرارها ستسهم في زيادة التبادل التجاري بمعدل خمسة أضعاف على ما هو عليه في الوقت الراهن وخصوصاً مع تنامي الاستثمار المشترك بين البلدين وبلوغه أكثر من 30 مليار ريال بالنسبة للاستثمار السعودي بالبحرين، و13 مليار ريال بالنسبة للاستثمارات السعودية البحرينية المقامة في السعودية، وفق تصريحات سابقة.
طبعاً أشرت إلى بعض المعطيات الاقتصادية أعلاه، لكن المعطيات السياسية والاجتماعية وما يربط السعودية بالبحرين أكبر من ذلك بكثير. بيننا علاقات سياسية واجتماعية وثقافية تصوغها قيم المودة والتقدير والتكامل، كل ذلك يرجح ضرورة المسارعة في إقرار إنشاء سكة قطار بين البلدين أوحتى جسر إضافي لمرور السيارات أو قطار سريع للركاب. وكلنا ثقة بأن لدى البلدين الإرادة السياسية لعمل ذلك، لنحتف بقطار أو جسر سلمان وحمد الرابط بين السعودية والبحرين أو البحرين والسعودية.
لنردد أنشودة القصيبي التي منها:
«درب من العشق لا درب من الحجر
هذا الذي طار بالواحات للجزر
...
نسيتُ أين أنا إن الرياض هنا
مع المنامةِ مشغولانِ بالسمَرِ»