د.عبدالعزيز الجار الله
قدم المنتدى الاستثماري السعودي السوري الذي اختتم يوم الجمعة 25 يوليو 2025م في دمشق، -قدم - للعالم مشهداً آخراً غير مشهد الحروب والتدمير، كما هو في غزة فلسطين الآن، وجنوب لبنان، وفي إيران، الحروب التي نفذتها إسرائيل بدعم عسكري ودبلوماسي وإعلامي أمريكي وأوربي بالذات من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، حروب تقودها إسرائيل في الشرق العربي والشرق الأوسط، ولا أبقت في غزة لا شجر ولا حجر ولا بشر، ووصل عدد الضحايا في غزة وحدها إلى نحو (200) ألف شهيدا وجريح من الأطفال والأمهات والشيوخ كبار السن، هذا فقط في غزة وحدها، وهي مستمرة في عدوانها وتدخلاتها.
وسط هذا الدمار الكبير للمنطقة العربية تقدم السعودية طروحات جديدة وبديلة عن لغة الحروب وشهية القتل التي تتزعمها إسرائيل، هذه الطروحات والحلول هي التنمية الحضارية والاقتصادية والسكانية التي تتبناها المملكة لاستقرار وتحسين جودة الحياة.
أصبحت المملكة تحمل نبراسا ومشعلا يتوقد ليضيء الدروب والأنفاق المظلمة، رؤية السعودية 2030 تنمية متكاملة نقلت بلادنا من مرحلة حضارٌية وتاريخية إلى زمن ونهضة مختلفة عن حالات التطور التي عاشتها بلادنا، وهي اليوم تنقل التجربة إلى دمشق بكل تطبيقاتها وخبرتها والتي وجه بها سمو الأمير محمد سلمان ولي العهد حيث باشرت زيارة الوفد السعودي الاستثماري إلى سوريا برئاسة معالي وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، وبعد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين السوريين - باشرت - إلى فتح آفاق التعاون في مجالات استثمارية متعددة لتحقيق النمو والازدهار الاقتصادي والتنمية الشاملة المستدامة في سوريا.
كانت بوادر النجاح ظاهرة منذ البدء لأن أجندة وملفات التنمية السعودية قد خضعت لتجربة ناجحة في مدن المملكة.
مؤشرات النجاح شاهدها العالم على الوفود المشاركة، لأن المملكة تعتبر هذا المنتدى بداية عمل التنمية السورية في عهدها الجديد، وأن الشركات العالمية التي عملت في المملكة وغيرها ستأخذ مكانها وطريقها إلى المشروعات السورية لتأسيس البنية التحتية.
ونتائج المنتدى الاستثماري السعودي السوري جاءت على النحو التالي:
- رعى المنتدى الاستثماري السعودي السوري، فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، بحضور عددٍ من الوزراء والمسؤولين في البلدين الشقيقين.
- شهد المنتدى توقيع (47) اتفاقية استثمارية سعودية سورية بقيمة إجمالية (24) مليار ريال، تشمل المجالات العقارية، والبنية التحتية، والمالية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والطاقة، والصناعة، والسياحة، والتجارة والاستثمار، والصحة، وغيرها.
- أعلنت شركة أسمنت البادية خلال المنتدى عن إطلاق استثمارات تزيد عن 200 مليون دولار للتوسع في خطوط الطحن والتعبئة، ومحطة توليد الطاقة الكهربائية، ورفع الطاقة الإنتاجية بما يفوق خمسة ملايين طن أسمنت سنويًا.
- ضمن برنامج الزيارة، قام معالي وزير الاستثمار بجولة ميدانية على عدد من المشاريع الاستثمارية السعودية في سوريا شملت:
وضع حجر الأساس لمشروع مصنع شركة الفيحاء للأسمنت المقدر تكلفته الاستثمارية بمبلغ (100) مليون ريال، وبطاقة إنتاجية تصل إلى (150) ألف طن سنويا.
- ووضع معاليه حجر الأساس لمشروع برج الجوهرة التجاري في العاصمة دمشق وهو مشروع سعودي سوري بمساحة بناء قدرها (25) ألف متر مربع، وتقدر استثماراته بمبلغ يزيد على (375) مليون ريال سعودي، وهو عبارة عن مكاتب إدارية ومحال تجارية ووحدات فندقية.
- حضر في المنتدى من المملكة، أكثر من 20 جهةً حكومية، وأكثر من 100 من شركات القطاع الخاص الرائدة، وتستثمر دوليًا في قطاعاتٍ عديدة منها: الطاقة، والصناعة، والبنية التحتية والعقارات، والخدمات المالية، والصحة، والزراعة، والاتصالات وتقنية المعلومات، والمقاولات، وغيرها.
- في قطاع البنية التحتية والتطوير العقاري وُقِّع عددٌ من الاتفاقيات بقيمة إجمالية تتجاوز 11 مليار ريال، منها، إنشاء أكثر من ثلاثة مصانع جديدة للأسمنت، لمستثمرين سعوديين؛ بهدف تأمين المواد الأساسية اللازمة للبناء.
- المنتدى شهد انطلاق التعاون بين وزارة الاتصالات والتقنية السورية والشركات التقنية السورية، من جهة، ونخبة من الشركات السعودية الرائدة مثل: عِلم، وشركة الاتصالات السعودية، وشركة قو للاتصالات، وسايفر، وشركة كلاسيرا وغيرها؛ بهدف تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز قدرات الأمن السيبراني، وبناء منظومات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، وأكاديميات تعليمية، وتقدر الاتفاقيات، في هذا المجال بقيمة إجمالية تقارب 4 مليارات ريال.
- توقيع مذكرة تفاهم بين شركة مجموعة تداول السعودية، وسوق دمشق للأوراق المالية؛ تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات التقنيات المالية، والإدراج المزدوج، وتبادل البيانات، وإطلاق صناديق استثمارية وتحويلية سيكون لها أثر تحفيزي للاستثمار في سوريا.
- أشاد معالي وزير الاستثمار بالدور الإيجابي والفاعل الذي ينهض به أكثر من (2600) من رواد الأعمال السوريين في المملكة، وأن رصيد الاستثمارات المباشرة للمستثمرين السوريين في المملكة وصل إلى ما يقارب (10) مليارات ريال، وسيكون لهم دورٌ كبيرٌ في بناء سوريا الجديدة واقتصادها المتنامي.
- وأن شركة «بيت الإباء»، ستوقّع اتفاقية مليارية لبناء مشروعٍ سكنيٍ تجاريٍ متميزٍ في مدينة حمص، عادًّا هذه الشركة ومثيلاتها، نموذجًا يُقتدى به للتكامل بين رأس المال السعودي والخبرة المحلية السورية؛ لتحقيق أهداف اجتماعيةٍ وتجارية مستدامة.
- تم تأسيس مجلس أعمال سعودي - سوري، يضم نخبة من رجال الأعمال، برئاسة محمد أبو نيّان؛ بهدف دفع عجلة التعاون الاقتصادي، وتفعيل الشراكات بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين.