سعاد محمد الحسن
زهور تفتحت وفاح شذاها شباب يزهو ويتألق في شتى العلوم والميادين، في مجالات البحث والمخترعات حتى وصل إلى العالمية بتفوق وجدارة.
وشابات أثبتن براعتهن في ميادين العمل حتى وصلن إلى أعلى المراتب، وحققن الأماني والمطالب تحت رعاية والدنا الغالي المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقائد الشباب الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظهما الله -، وهذا بحق فخر لنا ورفعة لوطننا الغالي ونريد أن نفاخر الأمم بهذه الإنجازات بقوتنا وعدتنا، ونحن مجتمع فيه نسبة الشباب كبيرة ولكن ماذا بعد اليوم العمر يمضي، ومن هم شباب اليوم سيكبرون غدًا وهذه سنة الحياة ونحن نريد أن نفاخر بأمة محمد عددًا وعدة، ولكن ما نلاحظه في السنوات الأخيرة عزوف الشباب عن الزواج وهو ما يُعدّ تحولًا اجتماعيًا يستحق الوقوف عنده، خصوصًا في المجتمعات العربية التي كان يُنظر فيها للزواج على أنه محطة أساسية في حياة الإنسان وهذا من خلال ما نعرفه من مجتمعنا وأهلنا، وأعتقد لو أن لدينا إحصائيات دقيقة لاتضح الأمر جليًا، فبعض الشباب يرى أن الزواج قد يقيّده أو يعيقه عن تحقيق طموحاته الشخصية والمهنية، ولا شك أن تأخر سن الزواج يؤدي إلى اضطراب في بنية المجتمع ويؤثر على معدلات الإنجاب وتكوين الأسر، ونحن نعلم أن الكثرة قوة والتباهي بها عصبة ومجد خاصة أننا في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده نعيش نهضة حضارية وبنية تحتية قوية، ونريد لشباب اليوم أبناء يفاخرون بأمجاد آبائهم وأجدادهم في المستقبل ونريد مجتمعاً متوازناً فيه من الشيوخ والشباب والأطفال وألا نكون مثل بعض دول القارة العجوز التي لا يكاد يرى فيها إلا كبار السن في الشوارع كأنهم لوحة باهتة أكل الزمان عليها وشرب..
نتمنى ألا يصب الشباب جلّ اهتمامه على الوظيفة المرموقة ثم الترقية إلى المناصب العليا وفي وقت الفراغ مع الأصحاب في الاستراحات والمقاهي، وفي المقابل بناتنا الغاليات بعد العمل لا تكاد ترجع للبيت إلا أخذ منها التعب ما أخذ ولا يبقى إلا تصفح الجوال أو مقابلة الصديقات أو إكمال ما بقي من الأعمال المكلفة بها، والوقت يمضي «والشغل ما ينتهي» وقليل منهن من تفكر في الزواج وتكوين عائلة، نحن نريد أمة نباهي بها كل الأمم ونريد مملكة قوية بشبابها وأطفالها اليوم الذين هم عدة وبناة المستقبل، لذا أعيدوا حساباتكم ونظموا أوقاتكم وتعايشوا مع التغيرات، فأنتم قادرون على الموازنة بين متاعب الأعمال ومتع الحياة وتكوين أسرة وتربية الأطفال وتحقيق النجاح حتى لا نفشل في بناء الأسر وننجح في مجال العمل، ولا نريد أن ينطبق علينا (النجاح الفاشل) والعياذ بالله بل (النجاح المتكامل) بحول الله وقوته.