عبدالله بن عبداللطيف الحميدي
عندما تجتمع الأفكار والجهود لتعزيز العمل الخيري في قطاع التعليم، يصبح المستقبل أكثر إشراقًا والحدث أكبر إلهاماً.
هذا ما حدث في ملتقى القطاع غير الربحي للتعليم والتدريب، الذي أقيم في رحاب وزارة التعليم بحضور حافل من الأمراء والوزراء والمسؤولين والقيادات العاملة في القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية.
هذا الملتقى الرائد في نسخنه الثانية لقي اهتماما كبيرا ورعاية راقية من قبل رأس الهرم في الوزارة (معالي الوزير ومساعديه ووكلائه).
شرفت بحضور هذا الملتقى المهم الذي يعكس التزام وزارة التعليم بتعزيز العمل الخيري في قطاع التعليم وإعادة التعليم لمربعه الأول حيث كانت رعاية التعليم على مر العصور من قبل قطاعنا المبارك (القطاع غير الربحي والأوقاف)، وظلت الكتاتيب والمدارس الوقفية وخزانات العلم شاهدة على هذه الحقيقة التي رقمتها كتب التاريخ ووثائق وسجلات الأوقاف برعاية وتنافس بين الملوك والأمراء والكبراء وما المدارس الوقفية عنا ببعيد من أمثال (النظامية، والصلاحية، والسلطانية والفخرية والشهابية وغيرها).
لقد شهد الملتقى توقيع شراكات ضخمة تلامس قيمتها عشرات المليارات، تهدف إلى تعزيز العمل الخيري في قطاع التعليم، بما يتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية. واشتملت على منح دراسية وإنشاءات لجامعات ومدارس غير ربحية وإنشاء محافظ لدعم مشروعات تعليمية، وتربويّة وتدريبية ومهنية وتنموية.
إن وزارة التعليم برعايتها لهذا الملتقى المبارك قد أحدثت حراكًا واسعًا في جميع القطاعات، بما يخدم البلد ويعزز القدرات وينمي المهارات ويرفع مستوى المنافسة ويحقق الجودة. لقد أصبحت الوزارة بهذا الحراك غير المسبوق قدوة لغيرها من الوزارات والهيئات والمؤسسات في مثل هذا المجال، وهذا مما يفخر به كل منتمٍ لهذه الوزارة الرائدة.
إن هذا الملتقى يعد منعطفاً بارزاً في تاريخ الوزارة كونها تتجه إلى القطاع غير الربحي وتمكن الجمعيات والمؤسسات غير الربحية وتساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مشاركتها في الناتج المحلي وزيادة عدد المنظمات غير الربحية.
والمؤمل أن يسهم هذا الحراك في تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية أفضل للطلاب، وأن يكون نموذجًا يحتذى به في تعزيز المشاركة المجتمعية في كافة القطاعات.