د.نايف الحمد
رغم انتهاء الموسم الرياضي وعودة الفرق إلى معسكراتها الإعدادية بعد تمتع لاعبيها بإجازاتهم السنوية، فإن أخبار الهلال ظلّت هي المادة الأكثر تداولًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجد تلك الأخبار رواجًا كبيرًا ومتابعة من قبل أنصار الفريق ومنافسيه على حدٍّ سواء.
ورغم انتهاء مشاركة الهلال العالمية، ما زال وقع تلك المشاركة يُخيِّم على المشهد، وينقل الزعيم إلى عالم آخر في عيون عشّاقه الذين انبهروا من صلابة هذا المارد الأزرق وقدرته على تحمُّل مثل هذه المناسبة الكبيرة، في وقتٍ كان الفريق يعاني كثيرًا ويحاول لملمة جراحه بعد موسمٍ واجه فيه الكثير من المتاعب.. فكانت المفاجأة السارّة ظهورًا عالميًا غيَّر مفاهيم كرة القدم، وأعاد ترتيب مشهدها من جديد.
الهلاليون يعيشون حالة من التيه والفخر بفريقهم العظيم، ويشعرون بشبعٍ كروي غير مسبوق، حتى إنّ السواد الأعظم منهم لم يُعرْ اهتمامًا لاعتذار النادي عن بطولة السوبر، بل طالبوا إدارتهم بالتمسّك بالاعتذار. ويبدو أنهم لا يريدون الخروج من أجواء كأس العالم، ولا يفضلون العودة إلى المناكفات المحلية، بل وأكثر من ذلك؛ هم يريدون مقارعة الكبار، على غرار الريال ومانشستر سيتي.
المثير للدهشة أن المنجزات الكبرى في تاريخ الهلال لم تأتِ وهو في أوج عطائه، بل تولدت من رحم معاناته، فالكثير من بطولاته القارية وإنجازاته العالمية جاءت وهو يعيش ظروفًا قاسية ويواجه إشكالات عديدة.
نعم، قد تتكالب الظروف على الموج الأزرق، ويواجه المصاعب ويمرض؛ لكنه لا يموت. ولطالما واجه خصومه بشجاعة في الميدان، وخرج لاعبوه مرفوعي الرأس، بفضل ما يمتلكه هذا النادي من شخصية وجينات جعلت من الانتصار قضية مبدأ لكل من ارتدى القميص الأزرق.
نقطة آخر السطر
جماهير الهلال تخشى أن يتكرر مع فريقها ما حدث في الموسم الماضي؛ فالفريق لم يُضِف سوى لاعبي المواليد، إذا ما استثنينا كانسيلو الذي قَدِم لتعويض خروج سعود عبد الحميد القسري، في وقتٍ ترى فيه منافسيها يتبضّعون من السوق الأوروبي ما يشاؤون، وبأغلى الأسعار.!
نتمنى ألا يُكبَّل الهلال، وألا يستمر إضعافه، فالجماهير تسمع وترى صفقات منافسيه، ولا تطالب إلا بمساواته بغيره في الدعم، ولا سيما وهو يمثّل الوجه المشرق للكرة السعودية.