إيمان حمود الشمري
تحول كبير في مشهد الرياضات الرقمية يتعدى الجوانب الترفيهية، حيث تتسلط الأنظار على العاصمة الرياض، كعاصمة للرياضات الإلكترونية، ومركزاً عالمياً يعكس نمو وتطور البلد، ومواكبتها للتسارع الهائل الذي نعيشه حالياً في عالم التكنولوجيا والابتكار، ويحقق أهداف رؤية واعدة في دعم الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، حيث أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، «أن المملكة ترى في هذه الرياضات مسارًا واعدًا لخلق فرص اقتصادية»، فلا شك أن مثل هذه البطولات عبارة عن أدوات استراتيجية تدعم عدة جوانب في البلد مثل: فتح باب السياحة وتشغيل قطاع الفنادق والمطاعم والمواصلات من خلال توافد آلاف الزوار للحضور، بالإضافة للتعرف على معالم وثقافة وعادات البلد عن قرب من خلال الاحتكاك المباشر بالمواطن السعودي، مما سيخلق علاقة ودية وانطباعا خاصا لدى الزوار تسوده الألفة والمودة.
وتعتبر مثل هذه الرياضات التي تواكب ميول الشباب، عصا سحرية تغير مفهوم الصورة النمطية للألعاب الإلكترونية من مضيعة للوقت إلى رياضة تنافسية تستغل شغف الشباب وتجعلهم يركزون على الربح والتنافس على مستوى عالمي، وتنقذهم من براثن الفراغ أو اللعب دون جدوى إلى بطولة تجعلهم يضعون من خلالها هدفاً سامياً للتحدي والربح، إضافة إلى تكوين صداقات مع أبطال العالم، كما تفتح مثل هذه البطولات فرص عمل خلال فصل الصيف تستغل أوقات الشباب وتكسبهم الخبرة بالتنظيم، وبالتعامل مع أنماط مختلفة من الناس، تصقل شخصياتهم وتؤهلهم للمستقبل.
أكثر من 2000 لاعب محترف و200 ناد من أفضل الأندية، يمثلون أكثر من 100 دولة، يتنافسون على مدار سبعة أسابيع في 25 بطولة ضمن 24 لعبة، تم إضافة لعبة جديدة لها وهي الشطرنج، ليحتدم التنافس بهذا التنوع وتزيد نسبة الإثارة في نسخة 2025، حيث يقام هذا الحدث في أربع صالات ضخمة مجهزة في بوليفارد الرياض وسط تشجيع الجماهير التي تتابع حضورياً أو من خلال الشاشات في الخارج، مع جوائز مالية تعد هي الأكبر في تاريخ الرياضات الإلكترونية، تزيد على 70 مليون دولار.
تميزت البطولة هذا العام بحضور صيني قوي من الفرق المشاركة إلى الشركات الداعمة، حيث تزامن ذلك التواجد مع الذكرى الـ35 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين، والتي تشهد عاماً بعد عام تطورًا لافتًا، وتعاوناً مشتركاً في جميع المجالات، يحظى بمانشيتات عريضة في الصحف الصينية والسعودية، ويشكل جسراً ثقافياً وتكنولوجياً بين الرياض وبكين، فالصين اليوم تعد أكبر سوق للألعاب الإلكترونية في العالم، ودولة رائدة في الصناعة الرقمية، وتواجدها المكثف في هذه البطولة يعكس قوة الترابط بين البلدين ومستقبلها الواعد سوياً، حيث صرح معالي السفير الصيني في السعودية السيد/ تشانغ هوا، بأن هذا الحدث يمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون الثنائي المتطور بين البلدين، مضيفًا أن الرياضات الإلكترونية ليست مجرد ترفيه، بل هي اقتصاد معرفي جديد. ونحن فخورون بأن نكون شركاء للمملكة في هذه المرحلة التحولية.