عبدالله بن يتيم العنزي
تكمن أهمية خطبة الجمعة لكونها المنبر الإسلامي الأول لتوجيه المجتمع ونشر الوعي بين أفراده في خير أيام الأسبوع يوم الجمعة الذي هو خير يوم طلعت فيه الشمس، كما ورد في الحديث: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة» يجتمع المسلمون فيه لأداء صلاة الجمعة وتعظيم شعائر الله بقلوب خاشعة وأذان صاغية متلهفة لسماع الموعظة الحسنة ونيل الثواب العظيم الذي يحصل عليه المسلم الذي يبّكر ويدنو من الخطيب وينصت لسماع الخطبة استجابة للنداء واحتساباً للأجر والثواب.
ومما يحمد لبلادنا الغالية جهود ولاة أمرها وفقهم الله في دعم الجوامع والمساجد والعناية بها صيانة ونظافة وتحقيقاً لرسالة المسجد في خدمة المجتمع، ومن ذلك ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من جهود مميزة بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي نهض بأعمال وبرامج الوزارة على كافة المستويات ومن ذلك رسالة منبر الجمعة وتوجيه هذا المنبر المهم الذي يستمع له ملايين المصلين في جوامع المملكة لما يحقق الرسالة الإسلامية المتزنة وفق منهج الإسلام الوسطي المعتدل الذي ينبذ الغلو والانحراف الفكري ويدعو للرحمة والتسامح ونشر القيم النبيلة بين الناس على اختلاف مشاربهم.
وتشهد خطب الجمعة في مملكتنا الغالية منذ تولي معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ قبل أكثر من سبع سنوات نقلة نوعية ساهمت في تسخير المنابر لبث الوحدة والمحبة والتركيز على أهمية الالتفاف حول القيادة الرشيدة والمحافظة على مقدرات ومكتسبات الوطن من خلال اختيار موضوعات محددة وبعناية ووفق استراتيجية رصينة لدعوة الناس وإرشادهم وتبصيرهم بما يمر به العالم من أحداث وبما يهمهم في حياتهم حتى أصبح المجتمع يحرص على سماعها لأنها في كل جمعة تعايش واقعه.
ويتابع الجميع الجهود المبذولة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بقيادة معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في إصدار التعاميم المتلاحقة لتوحيد الخطب لما يلامس حاجة المجتمع من الوعظ والتوجيه والإرشاد إلى ما يقوى علاقة المسلم بربه سبحانه وتعالى وبوجباته نحو المجتمع من بناء اللحمة الوطنية وغرس قيم الانتماء والمواطنة الصالحة وفق مقتضيات الشريعة إلى جانب طرح موضوعات متنوعة تواكب التطورات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها بلادنا الغالية ومن ذلك موضوع خطبة الجمعة الماضية التي وجه معالي الوزير الموفق الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بطرحها وهي الحديث عن نعمة الله على عباده بتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون، وتسخيره لهم ما في السماوات والأرض ليستعملوه فيما ينفعهم، ومن ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تنفع الناس في حياتهم، يقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ} (13) سورة الجاثية، ومن شكر هذه النعمة استعمالها فيما ينفع، وهو من الموضوعات المهمة في زمن التطور التقني والتكنولوجي الذي يعيشه عالمنا اليوم.
وقد شملت هذه الخطبة الموفقة والمسددة التوكيد على الخطباء بتحذير الناس من استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي فيما حرمته الشريعة ونهت عنه من الكذب والبهتان والافتراء والتزوير، ومن ذلك تزييف الصور والمقاطع الصوتية والمرئية، وانتحال الشخصيات والتي للأسف الشديد أصبحت من الأدوات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وذلك بهدف قلب الحقائق ونشر المعلومات المضللة، والمساس بالسمعة والأعراض، والإضرار بالأبرياء، وتلفيق الفتاوى المكذوبة على ألسن العلماء.
كما تابعنا سوياً الطرح المميز لأصحاب الفضيلة خطباء الجوامع في بلادنا الغالية الذين يمتثلون توجيهات معالي الوزير الموفق والذين أكدوا على مسؤولية المسلم في التثبت والتبيُّن من الأخبار قبل النشر، وعدم الانسياق والتصديق لكل ما ينشر في وسائل التقنيات الحديثة، مستشهدين بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).
ونقولها بكل وضوح إن توظيف الذكاء الاصطناعي كنعمة مهم جداً مع الانفتاح العالمي في التحول الرقمي الذي يشهده العالم اليوم وتتبوأ بلادنا مكانة متقدمة في التحول الرقمي بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها عراب رؤية المملكة 2030 الأمير الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - وفقه الله - الذي بفضل دعمه وتوجيهاته حققت بلادنا إنجازات عالمية في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع وتقديم أرقى الخدمات الرقمية لكل القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات المتخصصة في خدمة المجتمع.
ختاماً نوجه برسالة شكر وتقدير إلى معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الذي يواكب مسيرة العطاء والتقدم في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ويرتقي بأعمالها وبرامجها ومناشطها حتى أصبحت انموذجا يحتذى به عالمياً، تحقيقاً للرسالة السامية التي تضطلع بها وتأكيداً على أهمية الدور المنوط بها واتساقاً مع حجم الدعم الكبير والمساندة التي حظيت بها من قبل قيادة هذه البلاد المباركة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين - وفقهما الله - اللذين يدعمان وبسخاء كافة الجهود التي تخدم العمل الإسلامي مختلف مجالاته ومن ذلك نشر قيم الإسلام الوسطي المعتدل.