محمد عبدالله القميشي
لا شك أن التدخين السلبي مشتق من التدخين العادي، بل هو أخطر بكثير من التدخين العادي، ومن هذا المنطلق أحببت تسليط الضوء على هذه الآفة الصامتة، محذرًا قراءنا الأعزاء وكل مواطن ومقيم من عواقبها الوخيمة لاجتنابها والحذر منها. فالتدخين السلبي هو استنشاق الدخان المنبعث من المدخنين الآخرين، ويُطلق عليه هذا الاسم لأنه يصيب الشخص دون أن يكون طرفًا فيه. وقد اهتم العلماء والباحثون بهذه الظاهرة وأجروا العديد من الدراسات حولها، ووجدوا أنها أكثر ضررًا من التدخين المباشر، خاصة على الأطفال والنساء وكبار السن.
ويؤكد الأطباء الذين أجروا هذه الدراسات أن للتدخين السلبي تأثيرًا مباشرًا وخطيرًا على القلب والأوعية الدموية، كما يؤدي إلى تهيج في مجرى التنفس والعينين والحلق والأنف، ويؤثر بشكل خاص على البلعوم الأنفي، وقد يسبب أيضًا أزمات تنفسية حادة، خاصة لدى من يجلسون بالقرب من المدخنين، فيُصابون بالتحسس في الشعب الهوائية أو نوبات ربو، وهذا أشد خطورة عند الأطفال.
بل الأخطر من ذلك، أن التدخين السلبي قد يؤدي إلى التهابات صدرية مزمنة، وقد يُسبب أحيانًا نوبات قلبية خطيرة. ويُطلق على هذا النوع من التدخين أيضًا اسم «التدخين البيئي المتحول» أو «السلبي اللاإرادي القسري»، لأنه يُجبر الإنسان على استنشاق الدخان دون إرادته، ويؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي.
ولشرح كيفية وصول الدخان السلبي إلى غير المدخنين، يكفي أن نعرف أن دخان السجائر لا يبقى في مكانه، بل ينتشر في الهواء ويصل إلى المحيطين بالمدخن، سواء أطفاله أو زوجته أو من حوله. وقد أثبتت الدراسات أن 80 % من الأمراض التي تصيب أفراد الأسرة تعود إلى تدخين الأب أو أحد أفراد العائلة في المنزل. والأدهى أن يكون هناك امرأة حامل، فالتدخين السلبي قد يتسبب لها بولادة مبكرة، أو إصابة الجنين بعيوب خلقية، أو تأخر في النمو داخل الرحم.
لذا نحذر من التدخين السلبي وخطورته، خاصة إذا كان ناتجًا عن أزواج مدخنين، لما له من أثر كبير على الزوجة والأطفال. والأهم من ذلك، أن يبتعد المدخن عن أسرته أثناء التدخين، بل من الأفضل أن يُقلع عن هذه العادة السيئة التي تخلّف مآسي لا تُحصى داخل البيوت. نسأل الله السلامة الجميع..