د. فاتن عبداللطيف العامر
حينما نقول صعلكة يرتسم في الذهن صورة التشرد والتسكع والفوضى كما هو مفهوم عنه في معناه السطحي، لكن الصعلكة المعرفية ليست فوضى بل هي تمرد واع على المألوف الفكري، الرافض للمعلومة المعلبة والجاهزة.
فالصعلوك هنا يخرج عن السلطة المعرفية لا لهدف الهدم بل لإعادة البناء المعرفي على أسس أكثر عمقاً فنجده يبحث، يؤول، يتساءل (لماذا؟ ماذا لو؟)، يحاول يعيد النظر في اليقينيات، يتعامل مع المسلمات كفرضيات قابلة للنقاش، ويعيد ترتيب المعاني، وينتج طرقاً جديدة للفهم.
فالصعلوك المعرفي يدرك تماماً أن الكثير من المعرفة تحولت إلى تكرار عقيم، وأن العديد من الأفكار أصبحت مقدسات.
وبشجاعته الفكرية يتحرك الصعلوك ليعيد للثقافة حيويتها، ولينعش الفكر الذي خنقته الثوابت، وليحرر الوعي من النظريات الجاهزة.
حقيقة نحتاج إلى صعلكة معرفية كصعلكة سقراط تعيد العمق والتساؤل والشك...
** **
أستاذة الأدب والنقد المساعدة - جامعة الملك فيصل