عبدالكريم بن دهام الدهام
مشاعر وأحاسيس السكان بجودة الحياة في المدن التي يعيشون فيها يعتبر عنصراً مهماً وعاملاً حاسماً في جذبهم والمستثمرين على حد سواء للاستقرار والسكن فيها، لذا تعمل مدن العالم بأكملها للوصول إلى هذه الدرجة، حيث تستند تصنيفاتها إلى العديد من المعايير، منها الأمن والرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والبيئة والسياحة والثقافة والترفيه، إضافة إلى الهوايات، وهي من الأمور التي تعمل عليها بكل إتقان الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، بشهادة العالم، والتي تتضح طوال الأعوام، وذلك بتصدرها المؤشرات الدولية وتفوقها على العديد من الدول التي لها سبق التقدم في هذه المجالات دائماً.
برنامج جودة الحياة في وطننا الحبيب منذ إطلاق رؤية 2030، أنجز أكثر من 674 مبادرة، من بينها، و173 برنامجاً لتحسين جودة الحياة خلال عام 2024، ويشمل ذلك استثمارات كبيرة في البنية التحتية الترفيهية، والبرامج الثقافية، ومعايير جودة المعيشة.
كما بيَّن ذلك البرنامج كيف تُسهم الإصلاحات الثقافية ونمط الحياة في تحقيق أهداف اقتصادية أوسع. واستكشف الحضور التطورات الجديدة، بما في ذلك الحدائق العامة، والملاعب الحديثة، ومهرجانات الفنون والموسيقى، وعودة السينما، وكلٌّ منها يُمثّل نقلةً نوعيةً في تجربة الحياة اليومية في جميع أنحاء المملكة.
لقد ساهم البرنامج بزيادة السياحة من 41 مليون زيارة في عام 2018م إلى أكثر من 115.9 مليون زيارة في عام 2024م، ووصل الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 20.69 مليار دولار أمريكي في الربع الأخير من عام 2024م، وحصلت هناك زيادة بنسبة 3.9 % على أساس سنوي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، مدفوعةً جزئياً بقطاعات الترفيه والصحة والثقافة.
يعمل البرنامج على تحقيق عشرة أهداف إستراتيجية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 تشمل: المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به، وتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميّز إقليميًا وعالميًا في عدة رياضات، والارتقاء بجودة الخدمات في المدن السعودية، وتحسين المشهد الحضري، وتعزيز حصانة المجتمع تجاه المخدرات، وتطوير وتنويع فرص الترفيه، وتنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة، وتطوير قطاع السياحة، وتحسين الظروف المعيشية للوافدين، وذلك عبر تنفيذ أكثر من (170) مبادرة بمشاركة (17) جهة تنفيذية.
برنامج جودة الحياة الذي تم إطلاقه عام 2018م، الذي يعتبر الوسيلة الرئيسية لتطوير السياسات الاجتماعية والاقتصادية، وضمان إحراز بيئة مجتمعية متوازنة ومستدامة في المملكة، أبرز التقدم في كل المؤشرات عن العام الماضي، ومنها الأمن والرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والبيئة والسياحة والثقافة والترفيه، وهو ما عزَّز منزلة المملكة واحدة من أفضل الدول عالمياً في جودة حياة السكان في جميع مدن ومناطق المملكة وأمانهم وسعادتهم، ويعود هذا الأمر إلى تكاتف الجهود بين جميع القطاعات، ما ساعد في تحقيق بيئة آمنة ومستدامة، وبالتالي أوصل السكان للإحساس بالاستقرار والرفاهية والازدهار.
القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، القطاعات والجهات الحكومية في وطننا الحبيب، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، ترسم دائماً سياسات وتبتكر مبادرات وتطور برامج تهدف لتعزيز جودة حياة أفراد المجتمع سواء مواطنين أو مقيمين أو زوار، وهو الأمر الذي يلبي احتياجاتهم ويحقق تطلعاتهم وطموحاتهم للوصول إلى مستقبل أروع.