فؤاد بن عبدالله الحمد
في مشهدٍ يفيض فخراً واعتزازاً، يزفّ الوطن لأبنائه خبراً يُبهج القلوب، ويُرسّخ مكانة المملكة كدولة تصنع الريادة الأخلاقية والرقمية معاً: إطلاق مبادرة «حماية الأطفال رقمياً»، التي أقرها مجلس حقوق الإنسان الدولي، بتوجيه من فارس الرؤية وقائد التحول، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، ليست مجرد مبادرة عابرة، بل خطوة استراتيجية، تؤكد للعالم أجمع أن المملكة لا تكتفي بتحقيق الإنجازات الاقتصادية والتنموية، بل تضع الإنسان في قلب خططها، والطفل في مركز أولوياتها.
فبينما تتسابق الأمم في تطوير التقنية، تتفرد مملكتنا بجعل التقنية آمنة، رحيمة، ومسؤولية. ومن هذا المنطلق، شاركت جمعية التنمية الأسرية بالأحساء (أسرية)، بالتعاون مع مركز بيت الخبرة للدراسات والبحوث الاجتماعية، في تأسيس وحدة معالجة الاستخدام المفرط للتقنية؛ وحدة تربوية علاجية متخصصة تهدف لاحتواء آثار الإدمان الرقمي الذي بات يهدد براءة الأطفال، واستقرار الأسر، وتماسك المجتمعات.
مخرجات تبعث الأمل
- تأسيس وحدة معالجة متخصصة تُقدّم برامج علاجية وتوعوية.
- تأهيل 20 مستشارًا للتعامل مع حالات الإدمان الإلكتروني.
- معالجة 50 حالة إدمان رقمي حاد في المرحلة الأولى.
- تدريب 120 مدربًا تربويًا وأولياء أمور لمواجهة التحديات الرقمية.
- إيصال الدعم لـ 100 طفل يعانون من إدمان رقمي، عبر استشارات هاتفية متخصصة.
- إطلاق حملة إعلامية وطنية لتعزيز الوعي المجتمعي حول الاستخدام الآمن للتقنية.
رسالة تربوية لكل ولي أمر
إن مسؤوليتنا كآباء وأمهات لا تقف عند توفير الأجهزة لأطفالنا، بل تبدأ من زرع الوعي، وتعزيز الرقابة الذاتية، وتنمية المهارات الرقمية الآمنة. التقنية في ذاتها ليست خطرًا، لكن غياب التوازن والبدائل السليمة هو ما يصنع الخلل. فلنحرص على ألا تتحول الشاشات إلى «آباء بدلاء»، أو تصبح المهد الذي يحتضن الطفولة ويغتالها في آنٍ واحد. ولنُعد أطفالنا لا ليكونوا مستخدمين فقط، بل قادة رقميون واعون.
ختاماً
شكراً من القلب لسمو سيدي ولي العهد، الذي أثبت أنه راعٍ لحقوق الإنسان بحق، وصانع لرؤية تأخذ بيد المجتمع نحو مستقبل أكثر إنسانية ووعيًا. وشكراً لجمعية «أسرية» التي جسّدت العمل الوطني المسؤول. فهنيئاً لأطفالنا هذا الوطن.. وهنيئاً للوطن بهؤلاء الأطفال.