«الجزيرة» - المحليات:
في رحلة وطن لا يعرف التوقف، وعبر خطى ترسم بثبات على طريق الرؤية، وفي وطن لا يؤمن بالمستحيل ، ولا يتوقف عند حدود الممكن، يأتي التقرير السنوي لبرنامج التحول الوطني لعام 2024 تحت عنوان «طموحنا أبعد».. ليكون شهادة موثقة على حجم الإنجاز واتساع الرؤية.. وعمق الأثر.
عُنوان لا يجسد الطموح فحسب، بل يختصر قصة وطن، يعيد تشكيل مستقبله بأدوات الحاضر. وبقيادة سبع وزارات ، ومشاركة أكثر من 50 جهة، يستعرض التقرير ملامح التحول العميق الذي يشهده المجتمع السعودي في البيئة، والتنمية، والعدل، والاقتصاد الرقمي، والعمل، والاستثمار، والأداء الحكومي.
ليكون تقرير.. مرآة تعكس روح رؤية 2030.. حيث تتحول المبادرات إلى نتائج.. والأهداف إلى قصص نجاح.. ترسم ملامح وطن يصنع مستقبله بيده.. ويطمح لأبعد.
وتتجلى في كل صفحة من التقرير.. حقيقة واحدة وهي أن التحول ليس خيارا مؤقتا.. بل نهج حياة.. وأن طموح المملكة لا تحده حدود.. بل يقوده إيمان راسخ بأن المستقبل يصنع اليوم بأيدي أبناء الوطن.. وبعقولهم وبشراكاتهم التي تتجاوز الحاضر نحو الأبعد..فتتوالى فصول قصة التحول الكبرى التي تكتبها المملكة بثقة ووضوح تحت مظلة رؤية 2030.. وفي هذا الإطار الطموح.
تحول وطني لأرضنا
تألقت المملكة العربية السعودية خلال عام 2024 بحضور وأداء لافتين في الفعاليات البيئية الدولية، وإنجاز العديد من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية البيئية، واستدامة الموارد الطبيعية وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وفق أفضل الممارسات العالمية للتنمية المستدامة.
ويأتي ذلك التزاما من المملكة بمواصلة العمل المشترك للتخفيف من آثار التغير المناخي، والحفاظ على البيئة، وتنمية المناطق الريفية والواحات، وتعزيز التنوع الأحيائي، وتغيير النمط الإيجابي حول السلوك البيئي، بالإضافة إلى مواجهة التحديات البيئية، مثل تدهور الغطاء النباتي، وشح موارد المياه للأجيال القادمة.
أرقام بيئية مهمة لعام 2024
- أكثر من 16 مليون م³ الطاقة الإنتاجية من المياه المحلاة يومياً.
- أكثر من 42 ألف ترخيص صادر للاتجار بالأحياء الفطرية ومنتجاتها في 2024 .
- أكثر من 18% نسبة المساحات المحمية المشكلة من إجمالي مساحة المملكة 2024 .
- أكثر من 298 ألف هكتار من الغطاء النباتي المعاد تأهيله 2024.
- 84.89 % نسبة دقة التوقع والإنذار المبكر للأحوال الجوية 2024
الأمن المائي والغذائي والحياة الفطرية في قلب التحول الوطني
تواصل المملكة العربية السعودية خطواتها الطموحة نحو تحقيق مستقبل مستدام يقوم على حماية مواردها الطبيعية، وضمان أمنها المائي والغذائي، والحفاظ على تنوعها البيئي. وفي إطار برامج التحول الوطني ورؤية 2030، برزت مجموعة من المبادرات الرائدة التي عكست التزام الدولة برفع جودة الحياة، وتعزيز استدامة الموارد، واسترجاع ما فُقد من كنوزها الطبيعية.
تحول استراتيجي للأمن المائي
بعد تحول المؤسسة العامة لتحلية المياه إلى الهيئة السعودية للمياه، بدأ تحول نوعي في إدارة الموارد المائية، يهدف إلى تعزيز كفاءة الإنتاج، وتوسيع الشبكات، وضمان استدامة المياه للأجيال القادمة، وتمكنت المملكة من تحقيق أعلى طاقة إنتاجية للمياه المُحلاة في العالم متجاوزة 16 مليون متر مكعب يوميا من تحلية مياه البحر والسدود والآبار الجوفية ، عبر 43 منظومة لإنتاج تحلية مياه البحر ثلاثون منها تابعة للقطاع العام و13 تابعة للقطاع الخاص، مع شبكات توزيع تمتد أطوالها لأكثر من 135 ألف كم، وكمية توزيع يومية تجاوزت 9.8 مليون متر مكعب على مستوى المملكة ، وخزن استراتيجي تجاوز 27 مليون متر مكعب ، وسعة نقل مياه يومية تجاوزت 19 مليون متر مكعب.
كما توسعت خدمات شبكة المياه بشكل غير مسبوق، حيث بلغ أطوال خطوط وشبكات المياه المنفذة 2.410.205 م ، فيما بلغ عدد المستفيدين من إيصال خدمات المياه 25.938.115 مستفيدا، أما في قطاع الصرف الصحي فقد بلغ عدد المستفيدين 21.106.295 مستفيدا.
استعادة الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي
في مشهد آخر من مشاهد الاستدامة، تعمل المملكة على إعادة توطين آلاف الكائنات المهددة بالانقراض ضمن برامج علمية دقيقة، أسفرت عن إطلاق المئات من الكائنات سنويا ، وفي لحظة تاريخية أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية استعادة الفهد الصياد بعد غياب دام 40 عاما بولادة 4 أشبال للفهد الصياد ، بالإضافة إلى تسجيل أول حالة ولادة لثنائي الوشق.
كما عادت أنواع فريدة من الحياة الفطرية ، مثل النعام ذو الرقبة الحمراء الذي غاب لأكثر من قرن ، حيث تعكس تلك الجهود فهما عميقا بأهمية الحفاظ على التوازن البيئي، وإعادة إحياء السلاسل الغذائية في البيئات الصحراوية.
حماية الثروة الحيوانية والمراعي
كما تبذل المملكة جهودا كبيرة لحماية الثروة الحيوانية ، حيث يقوم المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها «وقاء» على المراقبة المستمرة والملاحظة الدقيقة لتوزع وانتشار الأمراض والعوامل المسببة لها للمكافحة الفعالة والإنذار المبكر من خلال شبكة متكاملة تربط مراكز الترصد للأمراض في الإدارات والمحافظات مع المركز الرئيسي للترصد بالاستخدام الأمثل للكفاءات واستخدام التقنية الحديثة.
وفي جانب إصلاح الأراضي وتعزيز المحميات ، سجلت المناطق المحمية والمسجلة من إجمالي مساحة المملكة نسبة 18.80 % ، كما انطلقت حملات كبرى لإصلاح الأراضي المتدهورة حيث سجل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر زيادة في مساحات الغطاء النباتي المعاد تأهيله في المملكة بزراعة ما يزيد على 95 مليون شجرة ضمن مبادرة السعودية الخضراء ، وأكثر من 398 ألف هكتار من الغطاء النباتي تمت إعادة تأهيله بنهاية 2024 .
أمن غذائي راسخ ومستقبل زراعي واعد
في الجانب الغذائي، تضاعفت الجهود لرفع الاكتفاء الذاتي للسلع الغذائية الأساسية ، حيث بلغت طاقة الخزن الاستراتيجي من القمح للهيئة العامة للأمن الغذائي 3.5 مليون طن، لتكون الأعلى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، حيث عملت مبادرات برنامج التحول الوطني في سبيل مواجهة الأزمات الغذائية على تعزيز طاقة المملكة من الحبوب وأسهمت في زيادة الطاقة التخزينية لصوامع تخزين القمح من 2.5 مليون طن في 2015 إلى نحو 3.5 مليون طن حاليا.
** يتبع