د.عبدالعزيز الجار الله
عُقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» في 28 يوليو 2025 برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، وبمشاركة دولية وأممية، ويهدف إلى تحقيق مسار ملزم يعزز الاعتراف بدولة فلسطينية يسعى إلى تحقيق أهداف عدة، منها: الاعتراف بدولة فلسطين انطلاقا من عدة اعتبارات ليس أقلها أن معظم دول العالم اعترفت بإسرائيل رغم أن قرار التقسيم يطالب بالاعتراف بالدولتين.
ويشير الاعتراف الدولي بإسرائيل إلى الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل كدولة، والتي أعلن عن قيامها بتاريخ 14 مايو عام 1948. وإن وضع إسرائيل متنازع عليه نتيجة للصراع العربي الإسرائيلي. فقد تعترف 165 دولة بإسرائيل حالياً من أصل 193 دولة عضو بمنظمة الأمم المتحدة. وحاليا يعترف بدولة فلسطين 140 دولة وفي سبتمبر القادم قد يصل إلى 150 ومن ضمنها دول عظمى هي: الصين، وروسيا، وأما فرنسا وبريطانيا ففي سبتمبر القادم، باستثناء أمريكا التي لم تعرف حتى الآن.
إذن هناك أكثر من حالة:
- حل الدولتين.
- الاعتراف بدولة فلسطين.
- وقف حرب الإبادة وإطلاق النار في غزة.
- وقف القتل بالتجويع.
- منع ضم غزة والضفة الغربية.
وكانت كلمة سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في 29 يوليو 2025 م، وهي كلمة المملكة في المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين 2025، وذلك في الجلسة الثانية للمؤتمر الذي ترأسه المملكة بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية.
وأكدت الكلمة على الثوابت السعودية والعربية حيث قال سموه: إن هذا المؤتمر ينعقد في ظل استمرار التصعيد وتعرض الآلاف من المدنيين لأبشع أنواع الانتهاكات الجسيمة، من تجويع وقصف وتهجير، وتقويض ممنهج لكل الجهود الدولية لإيصال المساعدات ورفع المعاناة عن الأشقاء في غزة، مؤكدًا أن الانتهاكات الإسرائيلية امتدت إلى الضفة الغربية والقدس الشريف، حيث تفرض القيود التعسفية والسياسات الاستيطانية والممارسات الممنهجة التي تهدف إلى تغيير الطابع الديني والديموغرافي.
وأنه منذ تبني مبادرة السلام العربية عام 2002م، والمملكة تبذل جهودًا متواصلة من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، بصفتها الركيزة الأساسية لتحقيق سلام عادل وشامل وأمن مستدام في المنطقة.
وإذا عدنا للتاريخ نجد مفارقات في اعترافات الدول المبكر بإسرائيل كاملة السيادة والتأخر لأكثر من (77) سنة من عام 1948 وحتى الآن للاعتراف بفلسطين دولة وفق قرار التقسيم عام 1947م، وهذه المفارقات هي:
- خريطة قرار تقسيم فلسطين التي أقرتها الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة عام 1947، تضمنت تقسيماً سياسياً لفلسطين البريطانية لتصبح دولتين (عربية ويهودية) مع إقامة منطقة دولية (القدس) في ظل الإبقاء على وحدة اقتصادية.
- تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل بتاريخ 14 مايو 1948 من خلال وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل.
عارضت جامعة الدول العربية أي تقسيم لفلسطين ولإقامة إسرائيل.
- اعترفت الولايات المتحدة على الفور بالحكومة المؤقتة باعتبارها السلطة الشرعية بحكم الأمر الواقع على إسرائيل. وتبعتها إيران وكان الاتحاد السوفيتي أول دولة تعترف بإسرائيل اعترافاً قطعياً بتاريخ 17 مايو 1948. ومن ثم تشيكوسلوفاكيا وصربيا وجمهورية بولندا الشعبية. وقد غيرت الولايات المتحدة حالة اعترافها القانوني بإسرائيل ليصبح اعترافاً قطعياً بعد عقد الانتخابات الإسرائيلية الأولى، بتاريخ 31 يناير عام 1949.
- أصدرت الجمعية العمومية قرارها رقم 273 بتاريخ 11 مايو 1949 بقبول عضوية إسرائيل بناءً على إعلان إسرائيل بأنها «تقبل بدون تحفظ الالتزامات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وتتعهد بتطبيقها من اليوم الذي تصبح فيه عضواً في الأمم المتحدة» وبأنها تتعهد بتطبيق قراري الجمعية الصادر 29 نوفمبر 1947 (قرار تقسيم فلسطين) و11 ديسمبر 1948 (قرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين) وهذا ما لم يحدث لحد الآن.
- في الوقت الحاضر، ما مجموعه 28 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة لا تعترف بدولة إسرائيل، كما أن هناك بلدانا أخرى لا تعترف بإسرائيل أو علقت علاقاتها، منها فنزويلا، وكوبا، وكوريا الشمالية.
- اقترحت الجامعة العربية عام 2002 تطبيع العلاقات مع إسرائيل من جانب الدول العربية كجزء من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار مبادرة السلام العربية.