طارق العريدي
في حياة كل إنسان، لحظات قد يشعر فيها بأن العالم قد أدار له ظهره، وأن الحلم بعيد، والطريق مظلم. لكن وحدهم أصحاب الإرادة الصلبة هم من يحولون السقوط إلى بداية، والفشل إلى درس، والقاع إلى نقطة انطلاق نحو القمة.
قصص النجاح التي تبدأ من لا شيء ليست مجرد روايات تُروى، بل دروس واقعية ملهمة، تُثبت أن من يملك العزيمة يمكنه أن يغير مصيره مهما كانت الظروف.
عندما نتأمل في قصص العظماء الذين بدأوا من الصفر، نجد خيوطًا مشتركة بين جميعهم: الإصرار، الإيمان بالقدرات، وتجاوز العقبات، بعضهم عاش في فقرٍ مدقع، وآخرون سقطوا مرات عدة قبل أن يقفوا بثبات، لكنهم جميعًا قرروا ألا يستسلموا.
أمثلة على ذلك كثيرة، من رجال أعمال فقدوا كل شيء قبل أن يبنوا إمبراطورياتهم، إلى رياضيين واجهوا إصابات قوية قبل أن يصعدوا منصات التتويج، وصولًا إلى شباب طُردوا من مقاعد الدراسة، ليصبحوا بعد سنوات من أكبر المؤثرين في العالم.
النجاح لا يأتي صدفة، يظن البعض أن النجاح ضربة حظ، لكن الحقيقة أن وراء كل نجاح سنوات من العمل، والسهر، والإخفاقات المتكررة، فالصعود من القاع إلى القمة يحتاج إلى رؤية واضحة، وصبر طويل، واستعداد لتحمل الألم قبل تحقيق الحلم.
الذين يبلغون القمة هم أولئك الذين آمنوا أن القاع ليس نهاية الطريق، بل بداية لتسلق السلم درجة تلو الأخرى، مهما كانت صعبة أو مؤلمة.
«من القاع إلى القمة» ليست مجرد عبارة، بل فلسفة حياة. لكل من يمر بظروف صعبة أو يعيش في ظل تحديات كبيرة، تذكر أن هناك دائمًا طريقًا للصعود، لا تيأس ولا تتوقف، فربما يكون أقسى فصل في حياتك اليوم، هو نفسه ما يُمهّد لأجمل إنجازاتك غدًا.
النجاح لا يُقاس بما نملك، بل بالرحلة التي خضناها، والمعارك التي انتصرنا فيها، والمرات التي نهضنا فيها بعد السقوط، فامنح نفسك الفرصة، وابدأ من جديد.. فالقمة في انتظارك.