نجلاء العتيبي
«في عمق الجغرافيا السعودية، حيث تتنوَّع التضاريس، وتتباين البيئات، تبرز «طمية»كأحد تجليَّات وعدٍ قديمٍ قطعه الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- حين قال: «سأجعل منكم شعبًا عظيمًا، وستستمتعون برفاهيةٍ هي أكبر كثيرًا من تلك التي عرفها أجدادكم».
وها هو الوعد يمتدُّ في عهدٍ يفي، بقيادةٍ واصلت البناء، وحقَّقت الرؤية، فجاءت «طمية» استجابةً حديثةً لنداء الإنسان، ورمزًا نوعيًّا للجاهزية والرعاية حيثما احتاجها الوطن.
ليست مجرد آلية طبية متحركة، وإنما تجسيدٌ حيٌّ لفكرة أن العناية لا تعرف حدودًا، وأن الوطن حين يعدُ يفي دون تأخير.
الاسم نفسه، «طمية» مُستمَدٌّ من جبلٍ تتناقل الأجيال صلابته، ويُختزَل الإصرار في وقاره، وكأن السيارة استلهمت من مهابته قدرةً على الثبات وسط كل التحديات.
كل ظهور لها يحمل بُعدًا يتجاوز الخدمة الإسعافية؛ ليصبح فعل إنقاذٍ مرتبطًا بالهوية والمسؤولية.
التميُّز لا يُقاس بالشكل أو التجهيز رغم تقدُّمهما، إنما ينبعُ من الفكر الذي أنشأها، ومن إيمانٍ بأن الوصول إلى الإنسان في لحظات ضعفه مسؤوليةٌ لا تقبل التأجيل.
تسلك «طمية» مواقع قد يصعُبُ الوصول إليها، فتثبت حضورها أينما دعت الحاجة.
لا تمرُّ خفيةً، ولا تُخطئها الأبصار؛ حضورُها إعلانٌ أن أحدًا لن يُترَك دون رعاية.
تبعث طلَّتها المألوفة شيئًا من الطمأنينة في وجوه المنتظرين.
في داخلها كل شيء موضوع لهدفٍ.
الأدوات مصفوفة بعنايةٍ، والتقنيات الحديثة تُترجَم إلى قدرة فاعلة في اللحظة الحرجة.
ولا يقتصرُ دورها على أطراف المدن أو المرافق العامة، بل تمتدُّ خدماتها لتشمل المصطافين في المنتزهات، والمواقع الطبيعية المتنوعة، حيث الجمال قد يخفي حالات طارئة، هناك بين الأشجار والممرَّات تُجسِّد «طمية» اهتمام الدولة وحرصها على سلامة الإنسان، وتحول الطبيعة من احتمال خطر إلى بيئة آمنة للاستجمام.
الذي يُحرِّكها ليس مجرد نظام تشغيلٍ، إنها رؤية إنسانية، تؤمن أن الحياة لا تُقسَّم حسب الموقع أو المسافة.
مَن صمَّم «طمية»، ومَن أعدَّ طاقمها، ومَن رسم خطوط استجابتها، كان يشارك في صياغة نموذج إنساني جديد للرعاية الطبية المتنقلة.
«طمية» قريبة من مواقع الحاجة، تختصر المسافة بين الألم والعلاج، وتمنح للوقت معنًى حين تتوقَّف الحياة أحيانًا على دقيقة واحدة.
أثرُها لا يُقاس بالكلمات؛ إنه يُروى على لسان مَن تجاوزوا المحنة بفضل الله، ثم بفضل ما حملته من سرعةٍ ودقةٍ واستعدادٍ.
عادوا ليحكوا كيف جاءهم الأملُ في صورة مركبةٍ تحمل العناية بثقةٍ ويقظةٍ.
بهذه السمات تنضمُّ «طمية» إلى مسيرة وطنٍ قرَّر أن تكون العناية الصحية حاضرةً حيثما كان الإنسان، وأن تكون سرعة الاستجابة انعكاسًا لرؤية لا تكتفي بالتخطيط، بل تثبت نفسها في اللحظة التي يكون فيها الوجود هو الفارق.
ضوء
«المملكة العربية السعودية نموذجٌ عالميٌّ في التنمية، بقيادة حكيمة تضع رفاه الإنسان في قلب رؤيتها، وتسعى بلا كللٍ لبناء مستقبل مزدهر لشعبها العظيم».