د.نايف الحمد
استقبلت الجماهير الهلالية مفاجأة سارة لم تكن بالحسبان؛ فبعد أن ترجّل الفارس ابن نافل من سدّة رئاسة النادي، في وقت كان الجميع يعتقد أن أمر استمراره محسوم، تقدّم الأمير نواف بن سعد بأوراق ترشّحه لرئاسة مؤسسة الهلال غير الربحية، تمهيداً لتقلّده منصب رئيس مجلس إدارة شركة النادي.
في البداية، دعونا نقُل إن خروج الأستاذ فهد بن نافل لم يكن عادياً؛ فقد غادر برأسٍ مرفوعة، وبجعبته من الإنجازات ما يصعب على غيره تحقيقه، حيث جمع من الألقاب ما لذّ وطاب، حتى بلغت 12 بطولة رسمية خلال 6 سنوات فقط. عاشت معها الجماهير الهلالية أجمل اللحظات، وكرّست زعامة النادي العاصمي الكبير للكرة السعودية والآسيوية، وسجّل حضوراً عالمياً كبيراً في أربع مناسبات؛ حقق المركز الرابع في مناسبتين، والوصافة في مناسبة، قبل أن يُبهر العالم في مشاركته الأخيرة عندما أطاح بفرق أوروبية عريقة، واقتحم دور الثمانية في أول نسخة موسّعة لكأس العالم بمشاركة 32 فريقاً.
جماهير الهلال ودّعت بن نافل بالوفاء الذي اعتادت عليه مع رجالات الهلال ومن خدموه، وقدّمت له الشكر على مرحلةٍ تُعدّ الأجمل في تاريخ الهلال الحديث، واستقبلت الأمير نواف بن سعد بفرحة عارمة، كون الهلال يمرّ بفترةٍ حاسمة تحتاج إلى رجلٍ خبيرٍ قادرٍ على العبور بالسفينة الزرقاء إلى برّ الأمان، قبيل مرحلة خصخصة الأندية وانتقال ملكيتها، وفق البرامج المُعدّة في هذا الشأن.
الأمير نواف بن سعد، أو (وجه السعد) كما يحلو لأنصار الهلال أن يلقّبوه، ليس غريباً على أجواء الهلال، إذ لديه تجربة عريضة في إدارة النادي؛ سواءً كنائب للرئيس في حقبة رئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، أو كرئيس للنادي في الفترة من 2015 إلى 2018م. وقد كسب قلوب الجماهير، وأظهر خلال تلك الفترتين قدرةً إداريةً كبيرة، وقرباً من الجماهير، وحقق إنجازات جعلت منه واحداً من أهم الرؤساء في تاريخ الهلال.
ما يثلج الصدر ويطمئن جماهير الموج الأزرق هو الدعم الكبير الذي يحظى به الأمير نواف من قِبل عرّاب المرحلة والداعم الأول الأمير الوليد بن طلال؛ فهذا التحالف بين الأميرين سيشكّل دعامة قوية، وسيدفع بالفريق إلى المحافظة على مكتسباته، وما حققه من مجدٍ كبيرٍ في مسيرته.
نقطة آخر السطر
رغم بقاء قرابة الشهر على إقفال سوق الانتقالات، فإن ثمة اعتقاداً سائداً بأن الأمير نواف بن سعد سيضع بصمته في هذا الميركاتو، مع ما يجده من دعمٍ كبير من الأمير الوليد بن طلال. وأعتقد أن الهلال يحتاج إلى صفقات نوعية، في ظل وجود منظومة قوية لا تحتاج سوى إلى بعض اللمسات لتكتمل؛ سواءً على مستوى الانتدابات المحلية أو الأجنبية.
الهلاليون يحملون الكثير من التفاؤل بالمستقبل، في ظل رجالٍ حملوا آمال الجماهير على عاتقهم، وهم قادرون -بإذن الله- على تحقيق تطلّعاتها.