عايض بن خالد المطيري
في مشهد لافت، اجتمع الشعب السعودي -وبصوتٍ واحدٍ صامت- على صورة عرض موحّدة في تطبيق «واتساب»: الصورة التي وضعها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحمل شعار المملكة العربية السعودية، السيفين والنخلة، بلونيه الأخضر والذهبي.
قد يظن بعضهم أنها مجرد صورة لكنها لم تكن كذلك، لقد تحوّلت من رمزٍ بسيط إلى موجة وطنية رقمية عارمة، توحّد فيها آلاف السعوديين في لحظة شعورية واحدة، انتقلت من شاشة الهاتف إلى أعماق القلوب.
ما السر؟ الجواب وباختصار: الحب. حبّ قائدٍ لا يتكلّف، لا يتصنّع، يقود بلغة الفعل لا القول. فالسعوديون، حين يُعجبون بقائدهم، لا يحتاجون إلى شعارات ولا حملات دعائية. صورة واحدة تكفيهم.
وهكذا، تحوّلت صورة العرض في «واتساب» إلى مشهد وطني جماعي؛ ظاهرة رقمية تلقائية، نابعة من القلب، تُجسّد أصدق ما في العلاقة بين الشعب وقيادته: ولاءٌ عفوي، وفخرٌ عميق، وثقة لا تهتز.
ما يلفت في هذه الصورة أنها لا تحمل سوى شعار الدولة بلونيه المميزين، دون إضافات أو تعليقات، ومع ذلك، بدت أقوى من آلاف الكلمات، لأنها ببساطة تحمل توقيع قائدٍ ألهم شعبه، فبادله الحبّ بصمتٍ عميق، يتجلّى في تفاصيل صغيرة تحمل دلالات كبرى.
وقد تزامنت هذه الموجة الرقمية مع إشادة سمو ولي العهد بالمهندس المعماري العالمي السير نورمان فوستر، الذي صمّم مطار أبها الجديد، استجابةً لرؤية سموه بأن يكون التصميم مستوحًى من البيئة والثقافة المحلية للمنطقة.
فحين يتحدث القائد عن الهوية والطموح والإبداع، يلتقط الشعب هذه الرسائل، ويردّ عليها بإشارات رمزية تعبّر عن الانتماء واليقين، وكأنهم يقولون: «نحن معك، صورةً وموقفًا ومستقبلًا».
صورة عرض على تطبيق تواصل اجتماعي قد تبدو لبعضهم مجرد تصميم، لكنها - في هذا السياق - قالت الكثير، لم تكن للزينة، بل للتعبير، لم تكن مجرد رمز، بل إعلان ولاء بلغة العصر: بالصمت، والثقة، والانتماء.
في زمنٍ تتكاثر فيه الصور وتغيب الرموز، استطاع ولي العهد أن يكون كلاهما: رمزًا حاضرًا في صورة، وقائدًا فاعلًا، وإلهامًا يتجلى حتى في تفاصيل التطبيقات الشخصية.