ناصر زيدان التميمي
لا أحد منا يريد أن يكون وحيدًا أو مرفوضًا، ففكرة أننا نعيش في عالم يرفضنا أو يكرهنا هي فكرة مؤلمة، ومن الطبيعي أن يتطلع كل إنسان إلى أن يكون مقبولًا ومحبوبًا، وأن يعيش حياة هادئة وسعيدة، ولهذا السبب غالبًا ما نأخذ آراء الآخرين على محمل الجد، ونعتبرها مؤشرات على مدى نجاحنا أو فشلنا في تحقيق ذلك.
لكن ما الذي يحدث عندما نبالغ في الاهتمام بآراء الآخرين؟ في الواقع، عندما نجعل رأيهم هو محور حياتنا، فإننا نتحول إلى ما يشبه الدمية التي تتحرك بناءً على خيوط خارجية، نرتدي ما يرتدون، ونتحدث كما يتحدثون، ونفكر بالطريقة التي يفكرون بها، وفي هذه الحالة، نفقد هويتنا وشخصيتنا الحقيقية، ونصبح مجرد نسخة باهتة من أشخاص آخرين. قد تبدو هذه الطريقة مريحة للبعض، ولكنها في نهاية المطاف حياة بلا روح.
من المهم أن ندرك أن آراء الناس هي مجرد آراء وليست حقائق مطلقة، فالناس ينظرون إلى العالم من خلال عدساتهم الخاصة، التي تتأثر بخبراتهم وقيمهم ومعتقداتهم. ولكي تستعيد بوصلتك، يجب أن تتوقف عن البحث عن موافقة الآخرين، وتبدأ بالبحث عن موافقة نفسك، فأنت وحدك من سيعيش نتائج قراراتك.
لكي تحقق ذلك، عليك أولًا أن تعرف نفسك جيدًا، ما هي قيمك وأهدافك؟ وما هي نقاط قوتك وضعفك؟ عندما تعرف نفسك، ستتمكن من اتخاذ قرارات تتوافق مع شخصيتك الحقيقية. ثق في نفسك وقدراتك وقراراتك، وعندها لن تهتم كثيرًا بما يقوله الآخرون.
ركز على أهدافك التي هي أن تصبح أفضل نسخة من نفسك، لا نسخة من شخص آخر، وتذكر دائمًا أن رأي الناس لا يغير من قيمتك، فقيمة الإنسان لا تأتي من الآخرين بل من داخله. إذا كان هناك نقد بناء يساعدك على التحسين، يمكنك أن تأخذه بعين الاعتبار، أما إذا كان مجرد نقد سلبي لا قيمة له، فتجاهله تمامًا.
حياتك هي ملك لك، وأنت وحدك من يقرر كيف يعيشها. استمتع بالرحلة، ولا تلتفت لرأي أحد.