عبد العزيز الهدلق
بعد فترة توصف بالذهبية ترجَّل الأستاذ فهد بن نافل عن صهوة الإدارة الهلالية، بنى فيها للهلال أمجاداً فوق أمجاده، وقاده لتحقيق ألقاب متميزة محلية وقارية وعالمية. بدأ الأستاذ فهد بن نافل عمله في نادي الهلال في 18 يونيو 2019، وحقق أول منجز له مع النادي في 11/ 2019 بالفوز ببطولة آسيا أبطال الدوري، ثم كرر الإنجاز بتحقيق نفس البطولة في 2021. كما حقق (4) بطولات دوري، و(3) كأس الملك، و(3) كأس السوبر، وشارك في (4) بطولات كأس عالم للأندية 2019، 2021، 2022، 2025.
وخلال بطولة كأس العالم 2022 حقق لقب وصيف العالم، وفي 2025 حقق منجزاً متميزاً بالتعادل مع سيد أندية العالم ريال مدريد، والفوز على بطل إنجلترا وأوروبا وحامل لقب بطل أندية العالم مانشستر سيتي. هذه الأمجاد حدثت في (6) سنوات فقط من رئاسة هذا القيادي الفذ.
ما حققه ابن نافل من بطولات لم تكن مسبوقة سواء على مستوى الهلال، أو حتى مستوى الأندية السعودية، بل والعربية والآسيوية. وما كان لتلك الإنجازات المتفرّدة أن تتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم دعم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال الرجل الذي يقف مع حبه وعشقه الهلال منذ أكثر من (40) عاماً، ودعم خلالها كل رؤساء الهلال وإداراته المختلفة.
ويكفي لمقياس حب الجماهير الهلالية لابن نافل تلك الليلة السوداء التي مرت عليهم بعد إعلانه عدم رغبته في الترشح لرئاسة النادي لفترة قادمة، وهو حب جاء بحجم الإنجازات التي حققها، ويحسب للأستاذ فهد بن نافل أنه قاد الهلال في المرحلة الانتقالية من الانتماء لوزارة الرياضة إلى الاستحواذ من قبل صندوق الاستثمارات العامة، وجنب الهلال الكثير من المشاكل والعقبات التي واجهت الأندية الأخرى بسبب ضعف الكفاءة الإدارية.
ويحسب للأستاذ فهد بن نافل التعاقدات المتميزة بعد استحداث برنامج الاستقطاب. رغم ما وجهه من عقبات بعدم الحصول على لاعب من فئة (A) كالنصر والاتحاد، أو حتى الأهلي الذي تم تعويضه بلاعب أجنبي متميز إضافي. وعندما طالب الهلاليون بلاعب من فئة (A)، تم إحضار المصاب نيمار، والذي غادر بعد سنة ونصف عاشها في العيادة الطبية الهلالية! ابن نافل غادر الهلال اليوم بعد منافسة جميلة مع رؤساء الهلال السابقين في تحقيق أكبر عدد من البطولات. ويكفيه قوة أنه هو صاحب القرار التاريخي بالاعتماد على لاعبي الهلال فقط في كأس العالم للأندية، رغم الضغوط لإشراك بعض لاعبي الأندية الأخرى ومنهم كريستيانو رونالدو! وأنه صاحب القرار القوي بالاعتذار عن كأس السوبر التي جاءت في توقيت غير مناسب.
سوَّد الله وجهك يا نجيب
لماذا ركض البعض من المأزومين وراء كلام محمد نجيب الرحمن الفارغ؟! لماذا أيَّده أولئك المتعصبون وهو يقدح في مؤسساتنا الرياضية الرسمية، ويطعن في نزاهتها؟! هو لم يوجه حديثه للهلال، وإن كان استخدم اسمه في طرحه القبيح. والجميع يتذكر عندما كان يدير برنامج (خط الفتنة) واستخدم في ذلك البرنامج كل الأساليب الملتوية، متخلياً عن قيم ومبادئ وأخلاقيات المهنة الإعلامية للطعن في نزاهة مؤسساتنا الرياضية، وتطاول على القيادة الرياضية في ذلك الوقت ممثلةً بسمو الأمير سلطان بن فهد وسمو الأمير نواف بن فيصل. وقلَّل من شأنهما وقدراتهما وهما اللذان حظيا بثقة ولاة الأمر، والمعينان في منصبيهما بأوامر ملكية كريمة.
ولا يزال نجيب الرحمن في مسعاه القبيح، مستغلاً مجموعة من الجهلة والمتعصبين لتنفيذ أجندته الخبيثة تجاه قطاعنا الرياضي ومؤسساته الرسمية. وتوقيت حديثه الأخير جاء مدروساً بعناية بعد مشاركة الهلال العالمية المميزة والتي أجبرت كل مسؤولي وقيادات وإعلام العالم على الحديث عنه بإعجاب وإبهار واندهاش. فقد أغاظ حضور الهلال العالمي ذلك (الخبيث) وأراد خدشه، وتشويهه والتقليل منه.
وما يثير الدهشة أن فئة من الراكضين خلف «المعتوه» نجيب الرحمن والمؤيِّدين لحديثه ضد الهلال هم وصف فوز فريقهم بكأس دوري آسيا (2005) بأن الاتحاد الآسيوي قد باع البطولة لهم! لأنه فاز على فريق العين الإماراتي!
ليس نجيب الرحمن من استغل حالة التعصب الأعمى لفئات من جماهير الكرة السعودية، بل استغلها آخرون من خارج الوطن يريدون الطعن والقدح في قطاعنا الرياضي، ومؤسساته الرسمية. فيدخلون من باب تشجيع هذا النادي المحلي أو ذاك ثم يبدؤون في بث سمومهم، ويجدون دعماً وتأييداً من المدرج المتعصب. ولم يكن محبو الهلال وعشاقه هم من تصدى لنجيب وأمثاله فقط، بل كل أصحاب الوعي والإدراك من مشجعي ومحبي كل أندية الوطن كان لهم نفس الموقف رد الفعل، الرافض لخزعبلات نجيب، وطعنه في نزاهة وكفاءة مؤسساتنا الرياضية.
وهؤلاء المتعصبون هم داء عضال عانى منه المجتمع الرياضي بكل مكوناته، جماهير وإعلام وحتى مسؤولي أندية، بل إن بعض مسؤولي الأندية هم مصدر التعصب والشريان الرئيسي المغذي له في عقول الجماهير والإعلام ومنذ عشرات السنين. وأفسدوا جمال المنافسات، وجعلوا الجماهير تعيش في حالة احتقان مستمر. وجعلوها تتبادل الاتهامات وتتقاذف الشتائم. وأصبح كل مدرج همه تشويه المدرج الآخر، والتقليل من شأنه وقيمته، والطعن في نزاهة إنجازاته، ودخل نجيب وأمثاله من هذا الباب وبثوا سمومهم في وسطنا الرياضي، واحتفى بهم المتعصبون وانساقوا خلفهم حتى في الطعن في المؤسسات الرياضية الرسمية الوطنية. والمصيبة أنهم اعتبروا ما يقوله نجيب وجهة نظر! لك حق تؤيِّدها أو ترفضها! هكذا بكل بساطة الطعن في نزاهة المؤسسات الرياضية الرسمية الوطنية وجهة نظر يمكن أن تقبل أو ترفض! ومن يقبلها يراها وجهة نظر تحترم.
هوان ما بعده هوان! أن يأتي من خارج الحدود من يطعن في المؤسسات الرسميّة الوطنية ويجد من يؤيّده، ويشيد به، ويثني عليه! ولم يكن طعن نجيب في نزاهة واستحقاق المنتخب الوطني السعودي بكأس الخليج (1994) كافياً لأولئك المغفلين المتعصبين ليستيقظوا من غفلتهم! بل وافقوه على ذلك وأيّدوه فيما ذهب إليه! من أجل أن يثبتوا كلامه القبيح ضد الهلال.