د.عبدالعزيز الجار الله
إطلاق درب الهجرة مشروع «على خُطاه» يعد مزجا بين جغرافية المكان والزمن التاريخي بتقنية حديثة، وبالواقع هو مشروع تاريخي يوثق جانبا من السيرة النبوية في زمن مبكر من عمر التاريخ الإسلامي، يوثق مسار ومحطات رحلة النبي الكريم محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم-، درب هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عبر حرة رهاط، وهي حرة بركانية خامدة يبلغ طولها نحو (470) كيلومتر مربع وهي تقريبا نفس المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، يحاذي الحرة ودرب الهجرة: الطريق السريع البري الحالي، ومسار قطار الحرمين الذي يربط بين المدينتين المقدستين.
مشروع (على خطاه) يقوم على كشف الطريق التاريخي الذي سلكه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في هجرته للمدينة المنورة فرارا من قومه قريش الذين لم يؤمنوا برسالته، ورحب أنصار المدينة بقدومه لتكون المدينة قاعدة نشر الإسلام.
وبالتالي درب الهجرة مسار تاريخي وثقافي واقتصادي وإعلامي ستستفيد منه القرى والمراكز الواقعة على ضفتي الدرب، ويتيح فرصا وظيفية مباشرة وغير مباشرة لسكان حرة رهاط والحرات القريبة منها، وإحياء محاور الطريق عبر الخدمات التسويقية والطبية والإعلامية من خلال رحلات الحافلات التي تمر عبر الطريق. وكان آخر تحديثات درب الهجرة ومشروع «على خُطاه» ما أعلنه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، في 28 يوليو 2025:
- تجاوز عدد طلبات المشاركة في مشروع على خطاه، لمليون طلب، وأن الانطلاقة ستكون في شهر نوفمبر 2025.
- المشروع يحظى بإقبال واسع على مستوى العالم. تفاعل ملحوظ من إندونيسيا مع خططٍ للتوسع قريبًا في كل من ماليزيا وتركيا والهند.
- تسعى الاستراتيجية لنشر التجربة دوليًا عبر تجسيد مسار الهجرة النبوية بطريقة تفاعلية وإنسانية.
- خطة هذا العام تستهدف استقبال 300 ألف زائر، مع ضمان تنظيم عالي الجودة لراحة وسلامة الجميع، ويهدف المشروع إلى رفع العدد إلى 5 ملايين زائر سنوياً بحلول عام 2030.
- مشروع على خطاه يشمل وسائل نقل متطورة تسهل الحركة على طول مسار الهجرة. منها حافلات رباعية الدفع مخصصة لعبور التضاريس.
- بات بالإمكان الوصول إلى غار ثور خلال ثلاث دقائق فقط، مقارنةً بالسابق حيث كان يتطلب الأمر أكثر من ساعتين سيرًا على الأقدام.
- إحياء مسار الهجرة النبوية الممتد بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويمزج المشروع بين استخدام التقنيات الحديثة والإثراء المعرفي لتعزيز الارتباط بالقيم التاريخية والروحية للسيرة النبوية.
- تسعى التجربة إلى توفير فرصة فريدة للزوار من داخل المملكة وخارجها للتفاعل مع محطات الهجرة النبوية واستشعار معانيها الإنسانية والتاريخية. في إطار تجربة استثنائية تجمع بين الأصالة الثقافية والتطور التقني.