«الجزيرة» - المحليات:
في مشهد وطني يتجه بخطى واثقة نحو المستقبل يسجل برنامج التحول الوطني إنجازات متوالية تضع الإنسان في قلب التنمية ، وتبني مجتمعا مسؤولا.. متضامنا. وممكنا. ففي وطن لا يقف عند حدود الممكن، بل يصنع واقعه بأدوات الغد تمضي المملكة بخطى واثقة نحو مجتمع أكثر تمكينا، وسوق عمل أكثر شمولا، ولا يكون برنامج التحول الوطني تحولا إداريا أو إصلاحا اقتصاديا، بل تحول إنساني عميق يضع المواطن في قلب الرؤية ، ويجعل من كل مبادرة لبنة في بناء وطن يحتضن الجميع؛ من النساء الطموحات إلى أصحاب الهمم .. إلى شباب يحلمون بمستقبل يليق بطموحاتهم. لم تعد الإنجازات تقاس بالأرقام وحدها، بل بما تحدثه من تغيير حقيقي في حياة الناس ؛ حيث تتسع دائرة الفرص، ويزدهر سوق العمل بمشاركة المرأة والشباب وذوي الإعاقة في بيئة محفزة تحفظ الحقوق؛ ليصوغ التحول واقعا جديدا يعكس إرادة وطن لا يكتفي بالتقدم بل يصنع الفرق.
تحول وطني يصنع الأثر في المجتمع
ومن خلال مبادرات شاملة في التنمية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي وبفرص متكافئة حرصت المملكة على رفع جودة حياة الأفراد.. ودعم مشاركتهم الفاعلة في سوق العمل وخلق بيئة عمل جاذبة ، وتهيئة البيئة التنظيمية والتشريعية لتعزيز أثر القطاع غير الربحي بالتوازي مع انطلاق رؤية المملكة 2030، والتي وضعت دعم نمو القطاع غير الربحي وتحسين منظومة الخدمات الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية للشركات ضمن أهدافها الاستراتيجية عبر عدة مبادرات يتولى مسؤوليتها برنامج التحول الوطني بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المنفذة. وبلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث نسبة 36 % في عام 2024 ، فيما سجلت نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة القادرين على العمل 13.9 % لذات العام ، وبلغ عدد المتطوعين 1.2 مليون متطوع، وبلغت نسبة النمو في عدد المنظمات غير الربحية 252.76 % ، فيما بلغت نسبة الارتباط الوظيفي لموظفي الخدمة المدنية 83.6 %، وسجلت نسبة الشركات الكبرى التي تقدم برنامج المسؤولية الاجتماعية 71.67 %، كما وصلت نسبة تحسن ظروف العمل للوافدين إلى 70.9 %.
سوق العمل.. بيئة جاذبة للجميع
شهد سوق العمل في المملكة انخفاضا تاريخيا في معدلات البطالة لتسجل نسبة 7 % في عام 2024 .. مع بيئة عمل مميزة وجاذبة وممكنة لجميع فئات المجتمع.. وأكثر أمانا وانفتاحا على المرأة والشباب.. وتبني أنماط العمل الحديثة، مثل العمل الحر، والعمل عن بعد بما يعكس مرونة النظام وقدرته على استيعاب المتغيرات.
المرأة السعودية .. شريكة في مسيرة التمكين
وبفضل إصلاحات نوعية ارتفعت نسب مشاركة المرأة في سوق العمل وتزايدت أعداد السيدات في المناصب الإدارية، إلى جانب نمو لافت في السجلات التجارية لقيادات نسائية طموحة ما جعل المرأة السعودية ركيزة اقتصادية فاعلة..
حيث سجلت نسبة النساء في المناصب الإدارية 44.1 % في عام 2024، وبلغت حصة المرأة من سوق العمل نسبة 35.5 %، فيما بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث 36 %، وحققت السجلات التجارية القائمة لسيدات الأعمال نمواً بلغ 41 %.
تمكين ذوي الإعاقة.. تكافؤ وشمولية
وعمل برنامج التحول الوطني على توفير بيئة عمل مساندة وداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال اللوائح والتنظيمات والسياسات الداعمة، وإطلاق تطبيقات مبتكرة مثل «معك» الذي يقوم بتوفير مرافقين سعوديين مدربين لذوي الإعاقة في الأماكن العامة، إلى جانب إقامة معارض تخصصية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. وسجل معدل عدد العاملين من الأشخاص ذوي الإعاقة القادرين على العمل في عام 2024 نسبة 13.9 % ، فيما تجاوز عدد المنشآت الحاصلة على شهادة مواءمة 5900 منشأة في 2024.
الضمان الاجتماعي.. من الاحتياج إلى الإنتاج
وفيما يعتبر العمل الإنساني المشترك ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك ومتضامن ، تنظر رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني إلى العمل الإنساني باعتباره ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير بيئة مواتية للتنمية والتميز والإنجاز والإبداع ، وتعمل على تعزيزه عبر أوجه وصور عدة تصب في النهاية في صورة أكبر قيمة وشمولية لحماية حقوق الإنسان وتلبية كافة احتياجاته بما يحفظ كرامته وخصوصيته ويؤكد دوره وقيمته في بناء المجتمع والوطن.
ومن ذلك تدشين مركز «مسارات التمكين» في مدينة الرياض، والذي يهدف إلى تقديم حلول مناسبة ومستدامة للتحديات التي تواجه مستفيدي الضمان الاجتماعي، ومن خلال تقديم مبادرات كمنح دراسية في تخصصات نوعية والإعداد المهني، وتقديم الدعم خلال فترة الدراسة ، وتوفير الفرص الوظيفية.
كما يسهم برنامج «تمكين» في توفير فرص وظيفية وتدريبية وبرامج للدعم المالي وغير المالي والتدريب للمستفيدين من الضمان الاجتماعي للنهوض بأعمالهم الريادية ومشاريعهم الإنتاجية وتأهيل وتدريب القادرين على العمل منهم وتوفير الفرص الوظيفية لهم لتحسين ظروفهم المعيشية وتحويلهم من الرعاية إلى الإنتاج والاستقلال المادي.
تحسين ظروف العمل للوافدين
وفي شأن آخر، يتولى برنامج التحول الوطني تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية وهو تحسين ظروف العمل للوافدين فقد بلغت نسبة تحسن ظروف العمل لهم 70.9 % في عام 2024، فيما بلغت نسبة الامتثال بنظام حماية الأجور للعمالة الوافدة 88.47 % .
السلامة والصحة المهنية.. أولوية وطنية
وشهدت بيئات العمل في المملكة تطورا كبيرا في تطبيق أنظمة السلامة ما عزز من حماية العاملين، ورفع جودة الحياة في مواقع العمل.
القطاع غير الربحي
قاد برنامج التحول الوطني تحول القطاع غير الربحي في المملكة بترسيخ دوره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ حيث شكل تأسيس المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بمبادرة من البرنامج نقطة تحول في تهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية الملائمة لتمكين ودعم القطاع في المملكة، وتعميق أثر المنظمات غير الربحية وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل شرائح مختلفة من المستفيدين، ومساندة منظومة الدعم الحكومي وخلف فرص وظيفية متنوعة. فقد سجلت نسبة النمو في عدد المنظمات غير الربحية 252.76 % في عام 2024 ، كما بلغت نسبة مساهمة تلك المنظمات في الناتج المحلي الإجمالي 0.99 % في عام 2023 ، وبلغت نسبة الإنفاق التنموي من إجمالي إنفاق القطاع غير الربحي 75.31 % لعام 2023 .
خير ممتد
وفي جانب آخر، شهد عام 2024 زيادة غير مسبوقة في البذل والعطاء الاجتماعي عبر منصات التبرع الرسمية للمملكة، وشملت مجالات التبرع العديد من المشاريع الخيرية والوقفية وحملات الإغاثة الدولية. وتجاوز عدد التبرعات عبر المنصة الوطنية للتبرعات 15.12 مليون تبرع.
التطوع
وتجاوز عدد المتطوعين في المملكة 1.2 مليون متطوع في عام 2024، وسُجل أكثر من 59 مليون ساعة تطوعية عبر المنصة الوطنية، مما ساهم بأثر اقتصادي يتجاوز مليار ريال .. وتنوعت مجالات التطوع لتشمل البيئية والصحية والتعليمية وغيرها، في صورة تجسد وعي المجتمع السعودي بأهمية العمل التطوعي.
مبادرة شمل
ساهمت مبادرة( شمل) في خلق بيئة مناسبة تخفف من الآثار السلبية للانفصال؛ حيث تقدم مراكز شمل جلسات استشارية تحت إشراف كوادر مدربة ومتخصصة في التهيئة والإرشاد النفسي للمساعدة في تعزيز الترابط المجتمعي الأسري للأسر التي تواجه أحكاماً قضائية تخص النزاعات حول الحضانة والرؤية والزيارة، حيث استفاد من المركز أكثر من 16 ألف طفل مستفيد.
** يتبع