د.عبدالعزيز الجار الله

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، في 28 يوليو 2025: (إطلاق درب الهجرة النبوي وافتتاحه في نوفمبر المقبل 2025 يستمر لمدة 6 أشهر، ويستهدف 5 ملايين زائر سنوياً بحلول 2030، وأن الطلبات لتجربة «على خطاه» تجاوزت حاجز المليون).

وقد أشرت في المقال السابق إلى أن درب الهجرة: (يتتبع مسار ومحطات رحلة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، درب هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عبر حرة رهاط، يحاذي الحرة ودرب الهجرة: الطريق السريع البري الحالي، ومسار قطار الحرمين الذي يربط بين المدينتين المقدستين. وأن درب الهجرة مسار تاريخي وثقافي واقتصادي وإعلامي ستستفيد منه القرى والمراكز الواقعة على ضفتي الدرب، ويتيح فرصا وظيفية مباشرة وغير مباشرة لسكان حرة رهاط والحرات القريبة منها، وإحياء محاور الطريق عبر الخدمات التسويقية والطبية والإعلامية من خلال رحلات الحافلات التي تمر عبر الطريق).

تقع حرة رهاط في غربي المملكة، على خط البراكين المعروف بالخط البركاني (مكة - المدينة - النفود) نشأت حرة رهاط قبل (10) عشرة ملايين سنة، تمتد من الجنوب إلى الشمال، يقع نصفها الجنوبي في منطقة مكة المكرمة، ونصفها الشمالي في منطقة المدينة المنورة. سميت بهذا الاسم نسبة إلى وادي رهاط وبلدة رهاط (المجمعة) الواقعة عليها شمال بلدة مدركة إلى الشمال الشرقي من مكة المكرمة - وهي غير المجمعة الواقعة في سدير شمال الرياض - تعرف رهاط قديما باسم حرة الحجاز، وحرة بني سليم.

تعد رهاط أكبر حرات المملكة مساحة تبلغ مساحتها نحو 20.000 كم مربع، يبلغ طولها نحو 300 كيلومتر وأقصى عرض لها قرب وسطها وبدون حساب الألسنة المتفرعة منها نحو 100 كم، ومتوسط عرضها نحو 30 كم.

تنحصر رهاط فيما بين مجرى وادي فاطمة وروافده وادي الشامية، ووادي حورة، شمال الطائف، ومجرى وادي الخنق وامتداده وادي العاقول شرق المدينة المنورة، وبين مجرى وادي العقيق شمال الطائف ومجرى وادي الشعيبة شمال مهد الذهب، ومجرى وادي الخنق، وسلسلة جبال الحجاز من الغرب تتفرع منها الألسنة باتجاه ساحل البحر الأحمر. ورهاط ضمن تجمع عدد من الحرات شمالها حرة خيبر، وحرة كشب إلى الشرق من نصفها الجنوبي، وحرة حضن وحرة نواصف في جنوبها الشرقي.

المعالم الجيولوجية والجيموفولوجيا: تضم أكثر من (700) سبعمائة مخروط بركاني، تسودها البراكين من نوع مخاريط الأسكوريا والقباب البركانية ومخاريط الرش، وبراكين الدرعية. وتضم أشكالا من الطفوح البركانية، وأنابيب من الصهر، وحبال اللابة، والقباب أشهرها في جبال مطان، صخورها بازلتية قلوية.

وكان آخر ثوران في العصر القريب عام (20هـ) (640م) جنوب غرب المدينة المنورة، وفي عام 654 هـ الموافق 1256 ميلادي في جنوب شرقي المدينة المنورة.

طرق القوافل القديمة

تحف حرة رهاط من الشرق مسار درب الحج الكوفي القديم (درب زبيدة) من العراق إلى مكة المكرمة، ويخترق الحرة من الجنوب بعد التقائه مع درب الحج البصري قرب الخرابة (وجرة) والعقيق (غمرة) يمر على ميقات أهل العراق ذات عرق، كما يقطع حرة رهاط بعض مسارات دروب الحج من المدينة إلى مكة، كطريق الحج الشرقي.

الطرق الحديثة

يحف الحرة من بعض أطرافها الغربية الطريق السريع الذي يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة، كما تخترقها بعض الطرق المعبدة منها: طريق مهد الذهب المتفرع من طريق مكة - المدينة السريع، وطريق المدينة المنورة مهد الذهب، وطريق عشيرة المحاني، وطريق مدركة المتفرع من طريق عشيرة المحاني.