عواصم - واس:
أعلن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي أن شهر يوليو الماضي كان ثالث أشد شهور يوليو حرارة على الإطلاق في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى استمرار تأثيرات التغير المناخي.
وأوضح المرصد أن متوسط حرارة يوليو تجاوز مستويات ما قبل الثورة الصناعية بـ(1.25) درجة مئوية، فيما ظلت شهور يوليو خلال السنوات الثلاث الماضية الأكثر حرارة منذ بدء التوثيق.
ورُصدت درجات حرارة تجاوزت (50) درجة مئوية في الخليج والعراق وتركيا، إلى جانب أمطار غزيرة وفيضانات أودت بحياة المئات في الصين وباكستان، وحرائق واسعة في كندا.
وفي إسبانيا أدت الحرارة إلى وفاة أكثر من ألف شخص خلال يوليو.
وأشار التقرير إلى تسجيل جفاف غير مسبوق في أكثر من نصف أوروبا، في المقابل انخفضت درجات الحرارة في أمريكا والهند وأستراليا وأنتاركتيكا.
وسجلت مياه البحار ثالث أعلى حرارة لها، وتراجعت مساحة الجليد البحري في القطبين لمستويات تُعد الأدنى منذ بدء الرصد بالأقمار الاصطناعية.
وأكد الخبراء أن التباطؤ الأخير في تسجيل الأرقام القياسية يُعد مؤقتًا، محذرين من تفاقم الظواهر المناخية إذا استمر ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة.
وشكل ارتفاع درجات الحرارة اليوم، تحديات جديدة لرجال الإطفاء الذين حققوا تقدمًا تدريجيًّا في مكافحة حريق غابات هائل بوسط كاليفورنيا، الذي أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، ليصبح أكبر حريق تشهده الولاية حتى الآن خلال العام الجاري.
ويهدد حريق (جيفورد) أكثر من (870) منزلًا نائيًا ومنشأة أخرى على الحافة الشمالية لغابة «لوس بادريس» الوطنية، حيث لم يتسع نطاقه إلا قليلًا خلال الليل بعد خروجه عن السيطرة لعدة أيام.
وقال مسؤول بإدارة إطفاء مقاطعة سانتا باربرا، إن فرق الإطفاء العاملة في التضاريس شديدة الانحدار والوعرة ستواجه اليوم درجات حرارة تبلغ (35) درجة مئوية، التي شهدتها حقبة منتصف التسعينيات، وتجاوزت الخميس (38) درجة مئوية، مضيفًا أن «الطقس حار، والرطوبة النسبية منخفضة، لذا نتوقع حريقًا شديدًا».
كما شهدت الدول الاسكندينافية موجة حر غير مسبوقة في يوليو، خيّبت آمال السياح الباحثين عن عطلات باردة هربًا من حرّ الجنوب، وأكدت هيئة الأرصاد الفنلندية تسجيل 22 يومًا متتاليًا تجاوزت خلالها الحرارة 30 درجة مئوية، في أطول موجة منذ 1961، فيما سجّلت النرويج ثالث أشد يوليو حرارة منذ 1901، بزيادة 2.8 درجة عن المعدل الموسمي.
ووصلت الحرارة في شمال السويد إلى 25 درجة لأسبوعين متتالين، وبلغت 30 درجة في روفانييمي شمال الدائرة القطبية.
وتسببت الحرارة بزيادة الضغط على المستشفيات، مما دفع بلدية يونسو إلى فتح حلبة تزلج مكانَ تبريد للسكّان.
وبحسب العلماء، تُعدّ موجات الحر المتكررة مؤشرًا واضحًا على الاحترار، ومن المتوقع أن تصبح هذه الموجات أكثر تواترًا وأطول أمدًا وأكثر شدة.