محمد العشيوي - الرياض:
في رسالة مباشرة تحمل روح الاهتمام بالتجربة الإنسانية، أعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، عبر تغريدة نشرها في حسابه الرسمي على منصة (X) أن المحتوى الذي يسعد السعوديين وضيوفهم الكرام سيكون من أساسيات الاختيار في موسم الرياض، هذه العبارة الموجزة لكنها عميقة، تعكس بوضوح فلسفة الموسم وأهدافه في نسخته القادمة، وتؤكد أن المعايير الأساسية للفعاليات ستقوم على البعد العاطفي والإنساني، إلى جانب الجودة والإبهار الفني ذات أبعاد إستراتيجية إلى تجربة وجدانية خالدة لا تُنسى، وفي عالم صناعة الترفيه، الكلمات القصيرة أحيانًا تحمل أثقل الرسائل، وعبارة تركي آل الشيخ الأخيرة ليست مجرد تغريدة عابرة، بل هي إعلان عن توجه إستراتيجي جديد سيعيد صياغة معايير اختيار فعاليات موسم الرياض، أضخم حدث ترفيهي في المنطقة. هذه الجملة تعكس مزيجًا من الأبعاد الإنسانية، والإستراتيجية، والاقتصادية، والإعلامية، وتفتح الباب أمام قراءة متأنية لكيفية تطبيقها عمليًا، وما يمكن أن تخلقه من تغييرات جوهرية في المشهد الترفيهي السعودي.
التغريدة تأتي في وقت يتجه فيه موسم الرياض ليكون أكثر تنوعًا وثراءً من أي وقت مضى، مع حرص الهيئة على أن تلبي برامج الموسم ذائقة الجمهور المحلي والزوار من مختلف الثقافات، هذا التوجه الإستراتيجي يرسخ فكرة أن الموسم ليس مجرد حدث ترفيهي، بل هو منصة لتعزيز الانفتاح الثقافي، وتبادل الخبرات، والتعريف بالإرث السعودي برؤية عصرية.
وفي سياق التطوير المستمر، منذ انطلاقة موسم الرياض في العام 2019، سعى الموسم إلى تقديم محتوى غير مسبوق على مستوى المنطقة، سواء من خلال استضافة عروض عالمية، أو تقديم فعاليات سعودية مبتكرة. واليوم مع هذه الرسالة الجديدة، يتضح أن الموسم يواصل رحلة التطوير، مع التركيز على عنصر (السعادة) كمعيار رئيس لاختيار المحتوى، وهو ما يمنح الزائر تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه، والإلهام، والراحة، ويأتي اختيار المحتوى بعناية لضمان إسعاد الجمهور، مما يسهم في ترسيخ صورة المملكة كمركز رئيس للفعاليات الكبرى في المنطقة، ويعزز جاذبية الرياض كوجهة سياحية عالمية. كما أن هذه الرؤية تدعم أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع الاقتصاد ورفع جودة الحياة، وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه التغريدة تفاعلًا واسعًا، حيث عبّر الكثيرون عن حماسهم لمعرفة ما تحمله أجندة الموسم الجديد، خاصة بعد النجاحات التي تحققت في المواسم السابقة، والتي شهدت حضور ملايين الزوار، وفعاليات أصبحت حديث العالم.
في حين يعتمد التركيز على المحتوى الذي سيسعد السعوديين وضيوفهم على معايير مدروسة وانتقائية بدقة، فمن المتوقع أن تشهد زيادة في المحتوى المحلي والخليجي بدعم العازفين والمبدعين السعوديين، وإبراز المواهب الشابة، مع دمجها في عروض عالمية متقنة الصنع. والتنوع في التجارب الثقافية، بالجمع بين العروض الموسيقية، والمهرجانات التراثية، والمطابخ العالمية، بما يرضي مختلف الأذواق. واختيار النجوم بناءً على الشعبية والتأثير والأكثر جاهزية، والتركيز على الفنانين القادرين على خلق تفاعل حي مع الجمهور، سواء كانوا من العالم العربي أو من الساحة العالمية.
وكان معالي المستشار تركي آل الشيخ قد أعلن قبل أيام عن الاعتماد الكامل على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين في الحفلات الغنائية، مع اعتماد شبه كامل على المسرحيات السعودية والخليجية مع بعض التطعيم بمسرحيات سورية وعالمية، وجاء هذا الإعلان بمثابة البشرى السارة للمواهب والمبدعين السعوديين، حيث تحتضن المملكة بكافة أقاليمها الجغرافية مكنوزًا غنيًا من الإبداعات السعودية في المجال الفني والثقافي، إذ سيسهم هذا الإعلان في صقل المواهب السعودية للعالمية من خلال إبداعهم الموسيقي، وتمكينهم أيضًا من الفعاليات الفنية.
وعبر رسائل إعلامية وتسويقية جاءت هذه التغريدة التي تبعث السعادة في النفوس لتطمئن الجمهور بأن الموسم القادم سيضع رغباتهم في المقدمة، وجذب الزوار من الخارج عبر التأكيد على أن الفعاليات مصممة لتكون ممتعة وشاملة لجميع الفئات في موسم الرياض الذي لن يكون حدثًا محليًا فقط، بل هو أداة إستراتيجية لتنويع الاقتصاد وجذب السياحة، وتحفيز الصناعات الإبداعية، حيث إن التركيز على إسعاد الجمهور سيخلق طلبًا أكبر على الإنتاج الفني المحلي والمواهب السعودية، مما ينعش سوق العمل الإبداعي، هذه السياسة تعزز صورة المملكة كمركز للترفيه الإنساني الشامل، لا كمجرد منصة للفعاليات الكبرى، وتعكس سياسة (المحتوى الذي يسعد السعوديين وضيوفهم) في التنوع في الأذواق، والموازنة بين الطرح المحلي والعالمي، ورضا الجمهور السعودي، وتمكين الفرص الإبداعية في شتى المجالات.
ويأتي الأثر الإيجابي على الموسم محليًا من خلال تعزيز الولاء للموسم وزيادة ثقة الجمهور بأنه يعيش تجربة تُصمم خصيصًا له، وإقليميًا ليجعل موسم الرياض مرجعًا للفعاليات المتكاملة التي تلبي ذائقة الجمهور العربي، وعالميًا لتثبيت مكانة السعودية كمركز ترفيهي عالمي ينافس أشهر المهرجانات الدولية، لتكون تطبيق فلسفة (إسعاد السعوديين وضيوفهم) ليس مجرد تغيير في جدول الفعاليات، بل هو إعادة تعريف لمفهوم الترفيه نفسه في المملكة، ليعد انتقالًا من التركيز على الحضور الرقمي والأرقام، إلى بناء تجربة وجدانية تصنع ذكريات باقية. وهذا بالضبط ما يمكن أن يجعل موسم الرياض القادم الأكثر تأثيرًا في تاريخه، ليس فقط على مستوى الإبهار، بل على مستوى القيمة الإنسانية والثقافية.