محمد العشيوي - «الجزيرة»:
لم تكن تغريدة معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، التي أطلقها قبل أيام مجرّد إعلان عن بعض تفاصيل «موسم الرياض» القادم، بل كانت بمثابة جرس انطلاق لمرحلة جديدة في تمكين المواهب السعودية والخليجية في مجالي الموسيقى والمسرح، والتي أعلن فيها عن ملامح لـ «موسم الرياض» القادم، (مؤكدًا أن الفعاليات الغنائية ستعتمد بشكل شبه كامل على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين، إلى جانب اعتماد شبه كامل على المسرحيات السعودية والخليجية مع بعض التطعيم بمسرحيات سورية وعالمية)، ليتحول الخبر إلى محور نقاش في الوسط الفني، وأثار حماس العازفين الشباب الذين رأوا فيه فرصة طال انتظارها.
هذا القرار لاقى صدى واسعًا بين أوساط الفنانين والعازفين السعوديين، الذين استبشروا بهذه الخطوة التي تمنحهم فرصة أكبر للظهور على المسارح المحلية، والمشاركة في فعاليات كبرى تضعهم في دائرة الضوء إقليميًا وعربيًا، ويرى كثيرون أن هذه المبادرة تمثِّل تعزيزًا للحضور المحلي في المشهد الفني والثقافي بالمملكة، ودعمًا مباشرًا للمبدعين في قطاعي الموسيقى والمسرح، بما يسهم في دفع عجلة النمو الترفيهي وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 .
ولا يقتصر أثر القرار على رفع مستوى الحضور المحلي في الفعاليات فحسب، بل يمتد ليعزِّز من مكانة المملكة كمركز رئيسي للفنون في العالم العربي.
عماد زارع: تكريس للموروث وإبراز للقيم
وتعقيبًا على هذا القرار قال المايسترو عماد زارع في حديثه لـ «الجزيرة» إن مدن المملكة تشهد نجاحات متتالية في مجالات السياحة والترفيه والحفاظ على الموروث، وإظهاره بالشكل المناسب كأحد فروع المؤسسة الأدبية والثقافية والموسيقية، مشددًا على أن قرار معالي المستشار تركي آل الشيخ يأتي تكريسًا لهذه النجاحات، من خلال تقديم الفنون بشكل حضاري يحافظ على قيم المجتمع السعودي، ويدعم الشباب والشابات في نشر إبداعاتهم.
وأضاف نستقبل هذا القرار بكثير من البهجة والمؤازرة، فهو يمنح أبناء الوطن الثقة والمساحة لإبراز مهاراتهم في العزف والغناء والفنون الأخرى، وهم جديرون بها بلا شك.
رئاب أحمد: المملكة ولاَّدة للمواهب
أما المايسترو رئاب أحمد، فربط بين القرار وبين صناعة هوية موسيقية سعودية، مشيرًا إلى أن المملكة غنية بالألوان الفنية التي تعكس ثقافة كل منطقة، من (الدانة) الحجازية إلى (السامري) النجدي و(الخطوة) الجنوبية.
وأضاف، إن تمكين الموسيقيين السعوديين في «موسم الرياض» له دور إيجابي في إبراز المواهب السعودية وهو محفز للموسيقيين للاستمرار في التطور والإبداع دائماً، وإبراز أن المملكة ولّادة للمواهب الكفؤة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تتسق مع أهداف رؤية 2030 في ترسيخ الهوية الثقافية محليًا وعالميًا، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية ثرية جداً بالألوان الموسيقية المختلفة، والاهتمام بالتراث والموروث الثقافي وتعزيزه يرسخ في الأذهان هوية ثقافية موسيقية فريدة، فهي تعتبر بمثابة جولة في أنحاء المملكة.
عبدالعزيز حسن: رؤية متوازنة
ووصف المايسترو عبدالعزيز حسن الإستراتيجية بتمكين الموسيقيين السعوديين في «موسم الرياض» بأنها توازن بين الإبداع المحلي والطموح العالمي، مشيرا بأنها تمثِّل خطوة نوعية نحو توطين الفن وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية، أيضاً تحقيق نقلة نوعية ثقافية، ويُعد ذلك توجّهاً نحو بناء قاعدة فنية محلية مستدامة، تدفع نحو استقلال ثقافي فني وتهيئ فرصة لتصدير الفن السعودي والخليجي عالميًا، كذلك تدعم إستراتيجيه معاليه إلى تعزيز الهوية الوطنية، من خلال دعم المواهب المحلية وإبرازها، تُسهم الإستراتيجية في بناء صورة فنية تعكس أصالة الثقافة السعودية والخليجية للجمهور المحلي والعالمي، وجذب الانتباه العالمي.
وطرح عبدالعزيز حسن تصوّرًا متكاملاً مبنيا على الجغرافيا والثقافة وتشمل خريطة موسيقية حيَّة للمملكة وتقديم عروض موسيقية حيَّة بالفنون في أقاليم المملكة الجغرافية، ودمج الألوان الموسيقية في الحفلات الغنائية، والتعاون بين فرق تراثية وموسيقيين شباب سعوديين لإعادة صياغة هذه الألوان بشكل عصري، ما يجذب الجمهور المحلي والسائح الأجنبي.
وأشار عبدالعزيز إلى أن المملكة ولادة بالمواهب، وهذه تعتبر فرصة ذهبية بكل المقاييس، ذلك أن «موسم الرياض» يجمع ثلاث عناصر نادرة أن تجتمع بهذا الحجم في حدث واحد وذلك بمنصة جماهيرية ضخمة، وتنوع الأنشطة والفرص، ودعم مؤسسي وإعلامي قوي.
«موسم الرياض» منصة عالمية للفن السعودي
بهذه التوجهات، يمضي «موسم الرياض» بخطى ثابتة نحو صياغة مشهد فني يمزج بين الأصالة السعودية والانفتاح العالمي، ويمنح المبدعين المحليين منصة حقيقية للتألق، لترسخ المملكة موقعها كعاصمة للفنون في العالم العربي، وبوابة عبور للفن السعودي إلى الساحة الدولية والعالمية وذلك بتمكين العازفين والموسيقيين في الحفلات الأجمل بالوطن العربي.