عبد العزيز الهدلق
مغامرة كبيرة أقدم عليها البرتغالي خورخي خيسوس بانتقاله من تدريب الهلال إلى تدريب النصر.
فمثل هذه الانتقالات لا تجعل المدرب يعمل بارتياح. فالأجواء من حوله متحفزة، جماهيرياً وإعلامياً تنتظر نتائج عمله، وربما تستعجل نتائج عمله. سواء من ينتمي للنادي الذي يعمل به، أو من غير المنتمين.
فالمدرب الذي ينتقل من ناد إلى ناد آخر منافس في نفس المدينة، دون وجود فاصل زمني كاف، فإنه يغامر كثيراً باسمه وسمعته. وأيضاً يدخل معتركاً كبيراً من التحدي مع الأجواء والمناخ المحيط به (الإعلامي والجماهيري) الذي سيؤثر في عمله شاء أم أبى!، كما يسيطر عليه هاجس الفشل والخشية منه، أكثر من أمل النجاح والتطلع إليه، فذلك ليس بيده، ولا هو تحت سيطرته.
ولن يستطيع خيسوس تجاوز مرحلة الخطر في عمله مدرباً للنصر إلا إذا تمكن من تحقيق الانتصار تلو الانتصار، وتكرار نجاحه الباهر الذي صنعه مع الهلال. ذلك أن أول تعثر له مع النصر سيأزم وضعه ويدخله دائرة الشك، واهتزاز الثقة، ثم تناقصها، وصولاً إلى فقدانها!؛ لذلك سيسعى خيسوس إلى تفادي العثرة الأولى، خصوصاً المبكرة.
وفي هذه الفترة يعيش خيسوس تحت ضغط الفوز ببطولة كأس السوبر التي ستنطلق الأسبوع القادم، فرغم مشاركة ثلاث فرق أخرى إلا أن الأنظار كلها تتجه نحو خيسوس وحده تنتظر ماذا سيفعل؟! وماذا سيقدم؟! ليس ذلك فقط، بل تنتظر فوزه بالبطولة. وهو الوحيد المطالب أولاً بالحصول على الكأس. فيما بقية المدربين الثلاثة الآخرين يأتون بعده. هكذا وضع خيسوس نفسه!.
وربما يسعى خيسوس لتحقيق الانتصارات السريعة والعاجلة خشية العثرات المبكرة وذلك ما سيجعله يتخلى عن العمل الفني الممنهج الذي يتصاعد ويتدرج بهدوء! فيحدث الاستعجال والارتباك الذي يفسد نظام عمله! ويجعله يفقد الهدوء والتركيز الذي يحتاجه أي مدرب.
إن نجاح خيسوس في قيادة فريق النصر سيرفع من قيمته كمدرب، ويجعله مدرب المهمات الصعبة فعلاً، ويلفت أنظار العالم التي تتابع الدوري السعودي.
وما يزيد من الصعوبات الكثيرة أمام البرتغالي السبعيني أنه قبل العمل مع فريق مبتعد عن البطولات، ومطلوب منه إعادته للمنصات من جديد. وهذا تحدٍّ يضاف إلى ما سبق.
وإن فعلها خيسوس ونجح فسيصنع له اسماً في كرة القدم السعودية لا ينسى.
كما أن من أوجه الصعوبات والتحديات التي ستواجه خيسوس أن مدربي الفرق الأخرى سواء المنافسة أو غيرها تعرف بشكل دقيق طريقة وأسلوب ومنهج اللعب الذي يتبعه خيسوس!، إضافة إلى تحفز كل مدرب وفريق يواجهه النصر للفوز عليه، لأن كل مدرب وكل فريق يسعى لإثبات الذات أمام خيسوس، وتأكيد التفوق والأفضلية. وهذا طبيعي في كرة القدم، ويحدث كثيراً في دوريات العالم. فالمدرب الذي يصاحب عمله في فريقه جدل وضجة إعلامية تواجهه الفرق الأخرى بتحدٍّ أكبر، وتستجمع قواها للتفوق عليه.
إن ما يعيشه خيسوس اليوم مع النصر من ضغوط تحيط به من كل جانب أمر لا يتمناه أي مدرب، بل إن أي مدرب يشرف على فريق النصر بالذات يعيش في أجواء غير مستقرة، وهو لم يسلك مسلك خيسوس. لذلك فما يحيط بخيسوس اليوم من أجواء لا تشجع ولا تحفز على صناعة أي نجاح. ومع ذلك يبقى كل شيء مرتبطاً بقوة خيسوس وتماسكه، وبقدرته على مواجهة التحديات وتجاوزها بتحقيق نجاح مبكر يضمن له تخطي كل الصعاب والعقبات والتحديات، وتجاوز الأجواء المشحونة، والانطلاق بالنصر في سماء الإنجازات والبطولات.
زوايا
** رفع قيمة تكاليف استقدام طاقم حكام أجانب هو تعجيز للأندية ذات الإمكانيات المالية المحدودة، بأن تقبل بالأمر الواقع.
** تكاليف استقدام الحكام الأجانب التي أعلنها اتحاد الكرة مؤخراً هي ضعف ما يتم دفعه في الدوريات الخليجية، وأربعة أضعاف ما يتم دفعه في بعض الدوريات العربية مثل مصر وتونس.
** تكاليف استقدام طاقم حكام أجانب في تونس (30) ألف دينار تونسي، ما يعادل (40) ألف ريال سعودي! وفي مصر (20) ألف دولار، ما يعادل (75) ألف ريال! ولجنة الحكام السعودية رفعت التكاليف هذا الموسم إلى (450) ألف ريال!.
** بعض مشاهير السوشيال ميديا الأجانب الذين تميزوا بأخبار الانتقالات الحصرية باتوا ينشرون تغريدات مدفوعة! أشبه بالإعلانات. تكتبها بعض الأندية وينشرها المشهور العالمي في حسابه بمقابل مالي. مثل قوله إن هذا النجم العالمي انتقل للنادي السعودي مجاناً، وأن ناديه الأوروبي منحه مخالصة بلا مقابل وأصبح حراً.
** ماذا يمكن أن يحدث لو كانت الشركة التي اشترت حقوق كأس السوبر وحددت موعده ونقلته إلى هونج كونج يملكها شخصية هلالية؟!
هذا السؤال يطرح على من ملأوا الدنيا صراخاً وضجيجاً وعويلاً لأن الناقل الرسمي استقطب ناقداً أو محللاً هلالي الميول!
** الفرق بين ناصر الدوسري ومصعب الجوير وكلاهما موهوب كروياً، أن الدوسري واجه الصعوبات بإرادة قوية وصلبة واقتحم التحدي لإثبات نفسه وسط كوكبة من اللاعبين المحليين والأجانب، بينما الجوير أراد اشتراط الحصول على المركز الأساسي دون أن يقتحم طريق الصعوبات، ودون خوض تحدي إثبات الذات. والطريق الصعب الذي اختاره ناصر الدوسري هو الطريق الذي سيصنع منه لاعباً مكتملاً بمواصفات عالية.