د.شريف بن محمد الأتربي
يخطئ من يظن أن التعليم كما بدأ سينتهي، فالتعليم يواجه متغيرات عديدة تؤثر عليه، فإما أن يستجيب لها، أو يرفضها ويصمد أمام متغيراتها وآثارها.
كلما كان التغيير قادما من الخارج كانت التحديات والصعوبات أقوى، فكل تغيير ارتبط بتجربة ناجحة تم في إطار ظروف زمنية ومكانية واجتماعية وحتى تقنية ارتبطت بمخرجات نجاحات هذه التجربة، وُعكست هذه النجاحات على المجتمع الذي وجد فيها ضالته لتحسين جودة حياته وحياة أبنائه.
على الجانب الآخر نجد أن هناك تغييرا يأتي من الداخل وهو ناجح جدا، ولكنه غالباً ما يكون مرتبطا بأشخاص أو مؤسسات وضعت قبالة عينيها هدفا أو عدة أهداف محددة لإحداث الفارق في العملية التعليمية خلال فترة زمنية محددة أو لفئة محددة كما في طلاب موهبة.
هذه التغييرات الخارجية والداخلية تنعكس إما إيجاباً أو سلباً على المجتمع التعليمي ومخرجاته، وعليه فإن توطين التعليم (التوطين (Localization) هو عملية تكييف منتج، أو تطبيق، أو محتوى، أو ملف ليناسب لغة وثقافة ومتطلبات جمهور معين)، يحتاج إلى دراسة هذه التجارب الناجحة وتحويلها من تجربة فردية أو مؤسساتية إلى تجربة مجتمعية وطنية تتبناها الجهات الرسمية، وتصبح ضمن إطار المنظومة الوطنية لتطوير آليات التعليم وقياس مخرجاته على مستوى المجتمع ككل وإلا فإن هذه التجارب الناجحة ستقع تحت مقصلة التغيير ومقاومته بداعي أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان.