محمد العبدالوهاب
يبدو أن إدارات أنديتنا انتهجت فكرةً فريدةً من نوعها بأن تكون تعاقداتها مع اللاعبين هناك كخيار مثالي بعيداً عن الصخب الإعلامي والضجيج الجماهيري بدليل أن الفرق الثلاثة الهلال والنصر والقادسية استقطبت (الثلاثي) العالمي مايتوريتيغي الإيطالي وجواو فيلكس البرتغالي ووداروين نونيز الأوروغياني، ومرت مرور الكرام على الشارع الرياضي دون حماس جماهيري معتاد في مثل تلك الصفقات المدوية، في المقابل كان لإنهاء عقود بعض اللاعبين وجدته الأندية فرصة مواتية وبعيداً عن ردود أفعال الجماهير التي عادةً ما تحملها العاطفة، وذلك بالتسوية المالية أو الانتقال النهائي لفرق أخرى، كان من أبرز الأسماء التي انتهى الارتباط بهم -بالنسبة لي- لابورت كابتن المنتخب الإسباني والذي أجزم بأن إنهاء العلاقة به (نفسية) أكثر من كونها (فنية)، فمنذ قدومه محترفاً في صفوف النصر بدا واضحاً عدم رغبته بالبقاء والذي اتضحت تدريجياً في عدم تركيزه داخل الملعب، فضلاً عن (كثرة) ادعائه بظروف عائلية تتطلب سفره للاطمئنان عليها.
أقول نحن على موعد بنسخة تاريخية مليئة بالإثارة والندية على الرغم من كثرة التوقفات الطارئة -غير المسبوقة- منها أيام «فيفا» ومعسكرات للمنتخب والذي أتمنى أن لا تكون آثارها سلبية من الجانب الفني والبدني للاعبين وما ستخلفه من إرهاق وإصابات، دون إيجاد حلول في عملية تخطيط احترافي للروزمانة الرياضية بوصفها قاعدة أساسية يجب أن تتناسب مع ظروف كل الأندية بمنافساتها المحلية او باستحقاتها الخارجية أو حتى من سيتم الاستعانة بلاعبيها لتمثيل المنتخب.
الخلوق الموهوب
ما أجمل الوفاء والتعبير الإيجابي المثمثّل في تقدير الموهوبين، تذكّرت هذه السمة وأنا أقرأ أن إدارة الهلال اتفقت مع النجم المحبوب محمد الشلهوب بمهام تدريب فريقها في دوري النخبة السعودي تحت 21 عاماً، بالتأكيد أن القرار لم يأت مجاملةً له أو لكونه من ضمن الأجيال الذهبية التي ساهم مع زملائه اللاعبين في إنجازات وبطولات الفريق، بل لكونه أثبت وجوده ومن تجربة مستمدة بدءاً من تدريبه لفريق الناشئين مروراً بمساعد لمدرب الفريق الأول وأخيراً تكليفه بتدريب الفريق في أواخر جولات الموسم الماضي محرزاً العلامة الكاملة نقطياً.
إن هذا الفكر الإداري الاحترافي الهلالي تجاه نجومه السابقة أتمنى انتشاره لدى أكثرية الأندية، فنحن أحوج لمن يُعيد لنا العصر الذهبي للمدرب الوطني وبما حققه في وقت مضى من إنجازات وبطولات لأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية كخليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر والقائمة تطول وتطول.
حكايا الشباب
امتداداً لمبادراتها السنوية التي تقيمها وزارة الرياضة مع كل فترة صيفية من مناشط شبابية تهدف لتطوير بيئة رياضية مستدامة كان لهذا الصيف نصيب من المشاركة والمبادرة، وإن كنت أتمنى أنها على مستوى جميع المدن وليس الثلاث منها فقط ليكون صداها أوسع على كافة أطياف المجتمع وبمختلف شرائحه لما لها من أثر فكري وصحي وتوعوي، حقيقةً سعدت بمشاهدتها عن بعد، وبالحراك الشبابي المثري في تعزيز الوعي الرياضي والاجتماعي من خلال استماعهم للجلسات الحوارية مع الرياضيين السابقين وتجاربهم الفريدة لحد التشويق التي تفيد وتليق بعقليات شباب هذه المرحلة كونها ستفتح آفاقاً وحضوراً لافتاً في المستقبل إذا استثمرت بشكل كبير في الفهم والممارسة والوعي، كان لمنصات اللجان التوعوية حضور مبهر ومتصدر للمشهد هنا الرقابة على المنشطات وهناك الطب الرياضي وما بينهما معرض رياضي مصاحب للألعاب المتعددة والتي أبرزت أهم التحديات والإنجازات.
شكراً لوزارة الرياضة ممثلةً في الإدارة العامة لأنشطة الشباب على جهودها التي بُذلت لإنجاح المبادرة.
آخر المطاف
قالوا: العقل أشبه بالجهاز اللاقط يصوّر أحدث المواقف، والذهن هو المعمل الذي يتولى تحميضها وإنتاجها، ولكن هناك بعض العقول تتفاوت في دقة الالتقاط ما بين وضوحها وجودة إنتاجها.