أ.د.عثمان بن صالح العامر
تولي المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها العازمة الحازمة، الحكيمة الرحيمة، مواطنيها جل اهتمامها وعظيم رعايتها داخل حدودها وفي دول العالم أجمع، والمتابع للأحداث، والراصد للمواقف، والعارف بالتدخلات المباشرة من قبل سفاراتنا في الخارج في قضايا ومرافعات واتهامات وجهت لمواطنين سعوديين يعرف مقدار ما يبذل من جهود في سبيل حماية السعودي وضمان سلامته وتحقيق استمتاعه في رحلته والاستفادة من وقته، سواء أكانت رحلته رحلة دراسية أو علاجية أو سياحية أو..، ولذا صار للجواز الأخضر قيمته العالية، وأضحى لإنسان وطن العز وقبلة المجد تقديره واحترامه لدى غالبية شعوب العالم وساسته وعسكره ومتخذي القرار فيه، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا توفيق الله وعونه وتسديده،ثم القوة السياسية والاقتصادية والثقافية التي تتمتع بها دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية، والعلاقات الواسعة لقيادتنا مع قيادات القوى العالمية ذات السيطرة والنفوذ، فضلاً عن استشعار العاملين في سفاراتنا الخارجية بأهمية الدور المناط بهم، والرسالة التي يجب عليهم أداؤها نحو كل مواطن تطأ قدماه هذا البلد أو ذاك.
ليس ذلك فحسب، بل كانت سفاراتنا في خدمة وإعانة مواطنين خليجيين وعرب مرت بهم ظروف صعبة في بلاد الغربة فلجأوا للسفارة السعودية في هذا البلد أو ذاك فكان لهم من ممثلي هذا الوطن الخير المبارك العون والمساعدة.
لقد بذلت وتبذل وزارة الخارجية جهوداً جبارة في اختيار ممثليها في الكرة الأرضية، وتطوير كوادرها، ومنحهم الثقة، وإعطائهم الصلاحيات الواسعة التي تضمن رعاية المواطن ومتابعة قضيته أياً كانت، ومتى قدر الله ساعة الموت لمواطن سعودي في الخارج فالسفارة حاضرة منذ الساعة الأولى وحتى وصول الجثمان لأرض الوطن.
وهذا التغيير والتطوير النوعي المتميز الذي تشهده الوزارة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبمتابعة لصيقة وبدعم مستمر وإشراف مباشر من سمو وزير الخارجية يتوافق كليةً مع مضامين ومستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تنص صراحة على وجوب رعاية المواطن وضمان سلامته وتحقيق جودة حياته، سواء أكان داخل حدود الوطن أو خارجه.
ويبقى دور المواطن والعائلة السعودية التي تتواجد خارج الحدود لأي سبب من الأسباب، إذ من الواجب أن يستشعر كل من يحمل الجواز الأخضر أنه لا يمثل نفسه فحسب بل هو يعكس صورة الوطن الذي جاء منه، المملكة العربية السعودية، (بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين)، ولذا فإن من الواجب عليه أن يتمثل قيم الإسلام التي هي المرجعية لنا في هذه البلاد، وأن يحترم قوانين وأنظمة وعادات وتقاليد الدولة التي استقر فيها، حتى لا يكون عرضة للمؤاخذة والمساءلة ومن ثم العقاب، وأن يحذر العصابات التي تتربص بنا الدوائر، ويتجنب الأحاديث التي قد تجر عليه الويلات، وتكون مادة دسمة للإعلام الجديد منه والقديم، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.