ناصر زيدان التميمي
يُعتقد غالبًا أن الابتكار هو سمة حصرية للأشخاص الذين يتمتعون بذكاء خارق أو موهبة فطرية. لكن هذه الفكرة ليست سوى خرافة، الابتكار ليس حكراً على الأذكياء، بل هو مهارة يمكن لأي شخص أن يطورها ويتقنها من خلال المثابرة، الفضول، والرغبة في التعلم.
إن تاريخ البشرية مليء بأمثلة لأشخاص ليسوا بالضرورة عباقرة بالمعنى التقليدي، لكنهم أحدثوا ثورة في مجالاتهم. فغالبًا ما يكون الابتكار نتيجة لربط أفكار تبدو غير مترابطة، أو طرح أسئلة بسيطة لم يجرؤ أحد على طرحها من قبل. الأمر لا يتعلق بمدى سرعتك في حل المسائل المعقدة، بل بمدى استعدادك لتجربة طرق جديدة والتفكير خارج الصندوق.
إن الابتكار الحقيقي ينبع من الفضول.
الفضوليون هم من يطرحون أسئلة مثل: «لماذا نفعل الأشياء بهذه الطريقة؟» أو «ماذا لو جربنا شيئًا مختلفًا؟». هذا الفضول هو ما يدفعهم للبحث عن حلول جديدة للمشكلات اليومية، وهو ما يمهد الطريق للاختراعات والتحسينات التي تغير حياتنا.
بالإضافة إلى الفضول، يتطلب الابتكار المثابرة. لا يوجد ابتكار عظيم يولد من المحاولة الأولى.
معظم الابتكارات هي نتيجة سلسلة طويلة من التجارب الفاشلة.
فالشخص المبتكر لا يرى الفشل كعقبة، بل كفرصة للتعلم، إن القدرة على النهوض بعد كل فشل، وتعديل المسار، والمحاولة مرة أخرى هي جوهر عملية الابتكار.
لذلك الابتكار هو عملية جماعية، أعظم الابتكارات في عصرنا الحديث لم تأتِ من شخص واحد، بل من فرق تعمل معًا، حيث يساهم كل عضو بخبرته ووجهة نظره. فتبادل الأفكار، والتفكير المشترك، وتحدي بعضنا بعضا هو ما يولد الإبداع الحقيقي.
لذا، لا تدع فكرة أن الابتكار حكر على الأذكياء تمنعك من تجربة شيء جديد، فكل شخص لديه القدرة على الابتكار، والشرط الوحيد هو أن تكون مستعدًا للتعلم، التجربة، والاستمرار في المحاولة.