هالة نهرا
بتوهّج لمساته وطزاجتها حبَّر الكاتب والأديب والمثقف الموسوعيّ المبدع عبدالله الحسني كتابه النوعيّ «الاختلاف أفسد للود قضية» الصادر عن «مجموعة تكوين المتحدة للطباعة والنشر والتوزيع». أصاب الصميم. من النقرة الأولى على وتر الحروف، والسؤال يميّز القارئ العربي في المشهد الحسني الذي يخلق ويجترح مناخات حوارية وثقافية ومعرفية مسجّاة بالشغف والعمق والإتقان، وممهورة بسعة الأفق والفرادة. لقد أبّدَ بأثره الوقتيَّ والعابر والمنصرم، ولامس الإشكاليّ وبلَّرَ عدداً من الهواجس والطروحات والمواقف والرؤى مستنطقاً ظلال المعاني.
في جوانب عدّة، لعبة الثقافة لدى الحسني مرآة للعبة الحياة بتضادّاتها الشفيفة، وجماليّاتها، واستفهاماتها، وقضاياها الغائرة، والأحلام والتطلّعات التي تُجنّح اللغة والفكر والأدب والرؤى النقدية وسرّ السؤال في الحضارة. هذا الكتاب نورٌ معرفيّ وثقافيّ كُتب له أن يطير وحملتْه الطاقة الكونية على أجنحتها لأنه مستحق بامتياز. هكذا، أدرجت -في الولايات المتحدة الأميركية- المكتبة الأكاديمية لجامعة «هافارد»، ومكتبة جامعة «برنستون»، ومكتبة جامعة «كولومبيا» «الاختلاف أفسد للود قضية» لعبدالله الحسني في فهارسها وأدراجها ليطالعه الطلاب والأكاديميون والباحثون وعشاق المعرفة والثقافة العربية. كتاب الحسني يستأهل أن يقرأه وينكبّ عليه العرب في الخارج والمستشرقون والمستعربون نظراً لثرائه الثقافي ورحابته.
من المفيد التذكير بأنه حاور الشاعرة ثريا العريّض، والشاعر والناقد محمد الحرز، والشاعر جاسم الصحيح، والقاص فهد المصبح، والقاصّة ليلى الأحيدب، والأديبة هيفاء اليافي، والقاص عبد الحفيظ الشمري، والقاص حسن الشيخ، والناقد د. علي القرشي، مروراً بالشاعرة سوزان عليوان، وصولاً إلى القاص والروائي يوسف المحيميد والشاعر هنري زغيب، وسواهم.
كتابٌ يُشجّر المدلولات في الأفق المتأتية عن تراكمات وتجارب متنوعة وخبرات ومعارف واستيضاحات وتأويلات ومواقف ووجهات نظر، ويبرّق ديناميّات الثقافة جدلياً في حلّه وترحاله.