سلمان بن محمد العُمري
في حالات «الواتس أب» يضع البعض بعض «الكلمات» يعبر بها عما في داخل نفسه، والبعض الآخر لا تعنيه جملة وتفصيلاً، لكنها راقت له لجمالية معناها ومبناها.
أحد الأصدقاء وضع عبارة «سيرة وانقطعت.. والله لا يعيدها»، ووضع معها صور لسجائر مرافقة للكلام، ولمعرفتي بالصديق أيقنت أنه أقلع عن التدخين بتاتًا، شفاه الله وعافاه، وكل مستضر بعد أن نهش جسمه «مرض السرطان» كفانا الله وإياكم إياه.
الحديث عن التدخين طويل ومتشعب، وذو شجون، ولست بصدد تناول أضراره فهي كثيرة وأشبعت طرحًا ومناقشة في وسائل الإعلام ما بين مقالات وتحقيقات وحوارات منوعة، وكما يقول ذوو الاختصاص إن التدخين البوابة الرئيسية لعالم المخدرات، وبالذات حينما يكون في أيدي الناشئة والشباب من الذكور والإناث، وعلى الرغم من التعليمات والتحذيرات والاشتراطات البلدية، ووضع الأنظمة إلا أن هناك ثغرات كبيرة لم تسد، وفجوة عميقة آخذة في الاتساع ألا وهي انتشار محلات بيع التبغ في وسط الأحياء، واستخدام لوحات جذابة للشباب والفتيات بدعوتهم لتناول «السموم»، والطامة الكبرى هو السماح لبعض الكافيهات والمطاعم بالتدخين، وبشكل مقزز للغاية.
عملت كما عمل غيري من الباحثين والمختصين، ومن الزملاء في الوسط الإعلامي العديد من الأبحاث والدراسات، وكتابة المقالات والتحقيقات والحوارات الصحفية مع ذوي الشأن في الحديث عن التدخين ومضاره، ومن ضمن ما قمت به دراسة بعنوان: (آفة التدخين بين الطب والدين) عرضت من خلاله لرأي وحكمة الشريعة في تحريم التدخين، قبل أن يثبت الطب والدراسات الطبية الحديثة الأضرار الكارثية لآفة التدخين على صحة الفرد والمجتمع، وقدمت في الكتاب وهو الجزء الأكبر منه أراء الأطباء في مختلف تخصصات الطب، حول أضرار التدخين، وكيفية حدوثها، وبلغ تعدادها أكثر من 25 مرضاً، وخرجت بعدد من التوصيات والنتائج المهمة حول ذلك، كما قمت بعمل دراسة متخصصة بعنوان: (ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي) وهي دراسة ميدانية عن عوامل التدخين وآثاره وأبعاده الإنسانية، وكانت الشريحة المستهدفة «الشباب» الأكثر تعاطيًا للتدخين، وخرجت بعدد من النتائج والتوصيات المهمة.
أصدقكم القول إنه على الرغم من الحملات الإعلامية والإعلانية، وهي مطلب وضرورة إلا أنه حينما يتحدث الذين ابتلوا بهذه السموم ممن يقبعون على الأسرة البيضاء هي الرسالة الحقيقية التي ينبغي التركيز عليها، ولنضع لها شعاراً ثابتًا «سـيرة وانقطعت والله لا يعيدها».
حفظنا الله وإياكم بحفظه.