رقية سليمان الهويريني
برغم ما تبذله أمانة منطقة الرياض من جهود جبارة بإشراف مباشر من أمينها الأمير فيصل آل مقرن؛ إلا أن شوارع الرياض فعلا لا تليق بمكانتها سواء ممارسة السكان الفوضوية لمدينتهم أو ضعف أداء شركة النظافة الموكل لها الحفاظ على المظهر الحضري بما يتواءم مع رؤية المملكة، ويحقق جودة الحياة.
وأتفهم الصعوبات التي تواجه الأمانة بحكم اتساع مساحة الرياض وترامي أطرافها وكثرة الخدمات المنتشرة والجهود المبذولة والتنوع السكاني فيها؛ إلا أنني أعول على نشر الوعي «الحازم» وليس «الناعم» الذي يجعل الرياض المدينة النظيفة المبهرة!
ولن يتسنى ذلك إلا بفرض غرامات على كل مستهتر برمي النفايات بغير أماكنها وبالذات بقايا الأطعمة بحجة تقدير النعمة من خلال إطعام الطيور والقطط وتلويث الأرصفة والشوارع بالدهون والروائح المنتنة، لاسيما أن تلك الغرامات قد نجحت فعلا بالحد من تكاثر قرود البابون في الجبال الغربية للمملكة.
وإني لأرجو المسارعة بإتمام وتشجيع إقرار «الشراكة المجتمعية» ذلك التوجه الحكومي عالي المستوى الذي يستهدف الحضور الاجتماعي كشريك فاعل مع الحكومة بهدف الرفع من المستوى البيئي، وزيادة الوعي حول المحافظة على النظافة وجودة الهواء ومنع التلوث وهو آفة المدن الكبرى بسبب كثرة السكان!
وأتمنى دخول فئات مختلفة من النسيج الاجتماعي وحتى المسنين والأطفال وتكريمهم وتشجيعهم لإنجاح تلك الشراكة المباركة ليكون هاجس الجميع وهدفهم الوصول ببلدنا ليكون راقيا وحضاريا بما تعنيه هذه الكلمة المرتبطة بجودة الحياة بمعناها الشامل.
وإني على قناعة تامة أن ما تواجهه أمانة منطقة الرياض ليست صعوبات عسيرة بقدر ما هي تحديات لذيذة لا بد من تحويلها لحالة من الشغف والفرح بكل إنجاز يتم إحرازه مما يجعل العمل متعة لا تنتهي إلا ببداية مشروع جديد.
والرياض وهي تشكل درة المدن العربية حاليا؛ فإن طموحات القيادة تتعدى ذلك، لتكون أيقونة الجمال والنماء والازدهار لأفضل عواصم العالم. وما نشهده من تطور في هذه المدينة المذهلة؛ يجعل المواطن يحلم أن تكون الرياض مدينة الراحة والسكون كما هي مكان العمل والصخب.